بحيث لا تقوده نظرتُهُ للأحداث وطريقةُ تفكيره إلى الغلوّ والتطرُّف أو الإلحاد، وأن نطمئنَّ من ابتعاده عن الانحراف الذي يهدِّدُ الأمن القومي، أو مقوماته الفكرية أو العقائدية أو الثقافية أو الأخلاقية | وضمن نفس موضوع الدراسات أكد الدكتور حسن أن دراسة الفقي 1430 هــ هي نموذجا للأمن الفكري الا انها لا ترقى لمستوى النظرية حيث أنها لم تقدم نظرية واضحة ولم تطرح أسئلة للنظرية ولا فرضيات ولم تضع القضايا النظرية ولم تقدم تعميمات لها ولا تنبؤات |
---|---|
وهنا يأتي دورُ الأب والأم في مواكبة المتغيّرات الهائلة العالمية وغرس القيم والتربية الفكرية والتثقيف الموجَّه | لا شك أن هذا الموضع طويل ومتشعب فلا يمكن استيعاب كل ما يشمله الأمن؛ ولذلك أتحدث هنا عن بعض وأهم ما يعود بالأمن على المجتمع |
فالإسلام يحرم كل أنواع التطرف والغلو في الدين حيث أنه من أخطر المهددات للأمن الفكري.
16خاتمة بحث عن الأمن الفكري وفي الختام وبعد أن تطرقنا للتعرف على مفهوم الأمن الفكري وما له من أهمية والعوامل التي يترتب عليها ضعفه، نذكر أن هناك مصطلح قريب من الأمن الفكري يظن البعض أنه مرادف له وهو الغزو الفكري، ولكن في الحقيقة فإن الغزو الفكري عكس الأمن الفكري الذي أورد ابن الباز رحمه الله تعريفه بأنه مجموعة الإجراءات والتدابير التي تتخذها بعض الأمم في سبيل السيطرة على غيرها من الأمم والمنصبة على أفكار الفرد وسلوكياته مما يهدد أمن واستقرار الشعوب | الغزو الفكري والثقافي: اتخذ الغزو الفكري للإسلام والمسلمين في العصر الحديث مظاهر عديدة واتجهت تياراته حتى طافت بالعالم الإسلامي كله حاملة إليه السم في العسل أو الموت فيما يزعمون أنه الدواء |
---|---|
وبهذا يكون منطلق كل عمل يمارسه الإنسان ويظهر في سلوكه من خير أو شر مركوزا في كيانه الفكري والاعتقادي، وكذلك خلو عقل الإنسان عن المشاعر الفاسدة والأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى وقوع الأعمال التخريبية في المجتمع ومن ثم تربية الكيان البشري على منهج سليم يهدي بهم إلى التعايش السلمي |
الكشف عما يحتوي عليه الأمن الفكري من معاني الاستقرار والتنمية والتقدم والازدهار وغيره من المعاني.
23ثالثًا: حماية المكلف من اعتناق المذاهب المنحرفة والأفكار المضلة لقد كانت نتيجة إدخال العقل في مجال غير مجاله، والنظر في مصادر معرفية لا تستند إلى المرجعية الإسلامية، كانت نتيجة ذلك اعتناق مذاهب وأفكار منحرفة بعيدة عن هدي الوحي، ووسطية الإسلام | والأمن كل لا يتجزأ، والمجتمع اليوم أحوج إليه بكثير مما سبق من العصور ومع ذلك فإن الجهود المبذولة لحمايته لا تزال أقل من الدرجة المقبولة |
---|---|
الاستعمار الفكري الشيوعي: الذي يفرض أفكاره بالعصا على البلاد التي يعتبرها تابعة أو حليفة لدولته الاستعمارية، كفعل روسيا في الشيشان وفي البلاد التي استعمرتها بقوة السلاح، وفعل الصين بالعالم بقوة السيل الاقتصادي، وفعلها في تركستان الشرقية بقوة السلاح والسلطة والقمع | السطور السابقة قد تركزت على الأمن الفكري، أهميته، وشموليته وفوائده… ومن هنا أنتقل إلى أسباب وتداعيات تسبب للانحراف الفكري، فهو مرتبط بالسابق ارتباط الرأس من الجسد وبدون ذلك لا يمكن فهم الموضوع بكل أبعادها |
وإن الشريعة الإسلامية قد اهتمت اهتماماً بالغاً بحفظ المصالح الخمسة وصيانتها من الضياع وهي: الدين — النفس — العقل — العرض — المال.
9