كما أن مالكاً لم يكن يدخر مالاً في سبيل طلب العلم، حتى قال ابن القاسم: «أفضى بمالك طلبُ العلم إلى أن نَقض سقفَ بيته فباع خشبَه، ثم مالت عليه الدنيا من بعد» | وقد وُلد مالك ، وقيل إنه وُلد بذي المروة، وهي قرية تقع بوادي القرى بين |
---|---|
وكان أنس يتحرى الدقة في لفظيًا مخافة الكذب على لسان النبي محمد، فكان إذا حدّث قال: « أو كما قال رسول الله » كما كان أنس حريصًا على ، فكان يقول لبنيه: « يا بنيّ قيدوا العلم بالكتاب»، وقد | كما أخذ الإمام مالك عن ، قال مالك: قدم علينا الزهري فأتيناه ومعنا ربيعة، فحدثنا نيفاً وأربعين حديثاً، ثم أتيناه في الغد، فقال: «انظروا كتاباً حتى أحدثكم، أرأيتم ما حدثتكم به أمس؟»، قال له ربيعة: «ههنا من يرد عليك ما حدثت به أمس»، قال: «ومن هو؟»، قال: «ابن أبي عامر»، قال: «هات»، فحدثته بأربعين حديثاً منها، فقال الزهري: «ما كنت أرى أنه بقي أحد يحفظ هذا غيري» |
اختلف في سنة وفاته، فقيل توفي سنة 90هـ ، وقيل 92هـ ، وقيل 93 | وقد أحصى له في مسنده 2,286 حديثًا، على 180 حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديث، ومسلم بتسعين |
---|---|
لقد كانت المدينة المنورة في عصر مالك مهداً للعلم، إذ كان بها عدد من التابعين، وقد لازم مالك ابن هرمز ملازمة لم يخلطه فيها بغيره، ثم اتجه إلى الأخذ من غيره من العلماء مع مجالسة شيخه الأول، فوجد في بغيته، فجالسه مع مجالسة ابن هرمز وأخذ عنه علماً كثيراً، قال الإمام مالك: «كنت آتي نافعاً نصف النهار، وما تظلني الشجرة من الشمس أتحيَّن خروجه، فإذا خرج أدعه ساعة، كأني لم أره، ثم أتعرض له فأسلم عليه وأدعه، حتى إذا دخل أقول له: «كيف قال في كذا وكذا؟»، فيجيبني، ثم أحبس عنه، وكان فيه حدة» | ولقد قال أحد تلاميذه: «كان في مالك فراسةٌ لا تخطئ» |
وقال لابن وهب: «اتق الله واقتصر على علمك، فإنه لم يقتصر أحد على علمه إلا نفع وانتفع، فإن كنت تريد بما طلبت ما عند الله فقد أصبت ما تنتفع به، وإن كنت تريد بما تعلمت الدنيا فليس في يدك شيء».