والأصل في أوامر الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي الوجوب، ولكن لو أمر اعتاد النبي ولم يتركه هو سنة واجبة، أما ما اعتاد النبي عليه ولكن خالف العادة أحياناً فهي سنة مستحبة، وبذلك يمكن اعتبار الفرق في أمر قيام النبي صلى الله عليه وسلم به دون توقف، أو القيام به دائم والتخلي عنه أحياناً | والتي ثبت دليل مشروعيتها بالإتفاق مذكورة في حديث ورد في عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله عشر ركعات، ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح |
---|---|
فإن قال قائل: هل الأفضل التطوع في البيت حتى في مكة؟ قلنا: نعم، حتى في مكة، الأفضل أن تصلي النوافل في بيتك، وحتى في المدينة؟ نعم، وحتى في المدينة، الأفضل أن تصلي النوافل في البيت؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»، مع أنه قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام مسجد الكعبة»، وما ظنه بعض الناس من أن الأفضل في مكة أن تصلي النوافل في المسجد الحرام فهذا خطأ؛ لأن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عام، لكن إذا تقدمت للصلاة مثلاً في مكة، وصليت تحية المسجد، وأحببت أن تصلي ما أحببت من النوافل فهذا طيب، وفيه خير كثير | وتقول : «لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، على شيءٍ من النوافِلِ، أشدَّ منه تعاهُدًا على ركعتَيِ الفجرِ |
وقد أمر الله تعالى الجاهل بسؤال العالم عما أشكل عليه فقال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل 43} فاحرص يا أخي على سؤال أهل العلم في كل ما أشكل عليك من أمر دينك ولا تستح من السؤال فقد قال مجاهدٌ رحمه الله: لن ينال العلم مستحيٍ ولا مستكبر، ولا تحتقر مسألةً أن تسأل عنها فربما تكونُ عظيمةً في نفس الأمر وأنت لا تشعر، واحرص على أن يكون سؤالك للعلماء مصحوباً بالأدبِ معهم والتوقير لهم، ونسأل اللهَ أن يفقهنا وإياك في الدين.
6وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العِشَاءَ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسًا، وَرَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ يَدَعْهُمَا أَبَدًا" 5 | |
---|---|
فضل السنن وَالنَّوَافِلِ نسرد لكم داخل الفقرة فضل السنن والنوافل بشكل تفصيلي في الآتي | ومنها ما هو ومنها ماهو مسنون بدليل شرعي، لكنه في رتبة أقل من المؤكد |
.
وعَنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لاَ يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ" 6 | لكن إن كانت لا مع الترك، فهي دليل السنة المؤكدة، وإن كانت مع الترك أحياناً، فهي دليل غير المؤكدة |
---|---|
ماهية السنن الرواتب يتساءل الكثيرون عن ماهية السنن الرواتب، ويجهل المعظم أنها الصلوات التابعة للصلوات الخمس المفروضة، وهي إما ركعتان أو أربع ركعات تؤدّى في أوقات محددة، وهي نوعان؛ سنة مؤكدة، وسنة مستحبة، والمؤكدة ما جاء فيه دليل من الشريعة الإسلامية، والمستحبة ما شاهدها السلف الصالح عن الرسول الكريم وقاموا بتناقلها، وبعضها ذكر بدليل من الشريعة الإسلامية، ومجموع هذه السنن اثنتان وعشرون ركعة في اليوم والليلة | قُلْتُ وَعَلَى هَذَا تَدُلُّ الْأَحَادِيثُ، وَقَدْ ذَكَرَ أبو داود عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ صَلَّى أَرْبَعًا، وَإِذَا صَلَّى فِي بَيْتِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ 20 |
لكن لو صلى هذه النوافل جماعة في بعض الأحيان ، أو دعا لذلك داع ؛ فلا حرج فيه ، لكن لا يتخذ عادة دائمة ، ولا أمرا راتبا يجتمع له الناس.
22