التوحيد هو. ما هو التوحيد

ناصر بن عبد الكريم العقل وقد كانت مهمة الرسل واضحة للغاية وهي أن يصل الناس من قومهم لتمام التوحيد ولا يعبدوا إلا الله لا يشركون به أحداً، وأن يفعلوا الخير حتى يلاقوا ثواب الجنة في النهاية، لذلك فإن دعوة دين الله هي التوحيد دون إشراك أحداً في عبادته
يقول الإمام علي بن موسى الرضا عليه السَّلام : " أول عبادة الله معرفته ، و أصل معرفة الله توحيده " ويقول في توحيد الألوهية: "وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأت به كان من المشركين"

التوحيد لغة واصطلاحاً

وهذا التوحيد لا يكون إلا بنفي وإثبات وهما ركنا كلمة التوحيد لا إله نفي وإلا الله إثبات أي لا إله معبود بحق إلا الله.

8
التوحيد في الإسلام
وقال تعالى: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا : 124 وقال تعالى: وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا : 13 فلا يصح الإيمان بالله إن لم يقترن به الإيمان برسوله مع التصديق بكل ما جاء به وأخبر به
search
وأن توحيد الله يشتمل على أربعة أقسام وهي: التوحيد في الذات والتوحيد في الصفات والتوحيد في الأفعال والتوحيد في العبادة
تعريف التوحيد وأقسامه
الألوهية أوّل دعوة الرسل توحيد الألوهية هو أوّل وآخره، بل إنّ أول ما كان يدعو به أقوامهم عبادة وحده لا شريك له؛ فتوحيد الألوهية هو أوّل دعوة الرسل وآخرها، وقد وردت في القرآن الكريم الدلالة على ذلك في معرض الحديث عن قصة سيدنا ومبعثه -عليه السلام- قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ الألوهية أوّل واجب على المكلف توحيد الألوهية هو أوّل واجبٍ على المسلم بالعبادة، وهو معنى لا إله إلا الله؛ ولذلك فإنّ أول ما يجب على المُكلف أن يعبد وحده لا شريك له، وقد كان الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- يوصي أصحابه بأن يكون أول ما يبدؤوا به في الدعوة؛ فقد روي أنّه -عليه الصلاة والسلام- قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول اللهِ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب توحيد الألوهية في القرآن الكريم دعوة القرآن لتوحيد الألوهية لا تكادُ تخلو من سور القرآن الكريم من الدعوة لتوحيد الألوهية، وضرورة توجّه جميع عبادات الإنسان سبحانه وتعالى المُستحق للعبادة وحده دون سواه، فلله تبارك وتعالى الأمر والنهي، والحكم والقضاء؛ ولذا فالمُؤمن الحقّ يَعبد الله تعالى وحده، ولا يُشرك بعبادته أحداً
وقد ورد في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله رواه مسلم 23 ولهذه الأقسام تفصيل يرجع إليه في كتب التوحيد
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الإخلاص: فليست رياءً لذا وجب أن يكون العمل خالصاً له

المطلب الرابع: تعريف التوحيد لغة واصطلاحا

مؤرشف من في 09 ديسمبر 2019.

18
المطلب الرابع: تعريف التوحيد لغة واصطلاحا
بل لا بد من قول القلب، وقول اللسان
search
أي أنّ العباد يجب عليهم أن يتوجهوا بأفعالهم إلى الله سبحانه فلا يشركون معه أحداً
أنواع التوحيد
الإنسان يولد على فطرة التوحيد لقد خلق الله تعالى الإنسان على الفطرة، حيث فطر الله الناس على حب الدين وعلى التوحيد والبعد عن الشرك، والمعتقدات الخاطئة، والدليل الشرعي على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَجِّسانِه، كمثلِ البَهِيمَةِ تُنْتِجُ البَهِيمَةَ، هل ترى فيها جَدْعَاءَ
فمن أخل به بأن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد خرج من الملة ، ووقع في الفتنة ، وضل عن سواء السبيل وكلمة الشهادة: "لا إله إلا الله" تنفي الألوهية عن غير الله، لأن معناها: لا معبود بحق إلا الله، فهى تنفى الألوهية وهى العبادة عن غير الله، وتثبت العبادة لله وحده، دون ما سواه من سائر المخلوقات، والأدلة على هذا من كتاب الله وسنة رسوله كثيرة جداً، منها قوله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ وقوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا
فكل مركب حادث مخلوق لا محالة لاحتياجه إلى من ركبه، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ : 8 فَذَلِك إِيمَانهم وهم يعْبدُونَ غَيره—

التوحيد لغة واصطلاحاً

.

17
المطلب الرابع: تعريف التوحيد لغة واصطلاحا
ولا يشبه الأجسام، ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء، ليس محدودٌ بزمان ولا مكان، بل الزمان والمكان من خَلقه وتدبيره
تعريف التوحيد وأقسامه
أخبر القرآن الكريم عن تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وتحدّث عن الإيجاد والرزق، وهو توحيد الربوبية، ودعا إلى عِبادة الله وحده لا شريك له، وترك وخلع كل ما يُعبد دون الله، وما أَمْرُ الله في القرآن الكريم بالعبادات بأنواعها، ولا نهيه عن المُخالفات بأنواعها، وبجميع أشكالها إلّا إقرارٌ للألوهيّة، ودعوةٌ لتَوحيد الألوهية؛ فكلّ ما في القرآن من دعواتٍ للربوبية، وذكرٌ لصِفات الربّانية، ودعوةٌ للعبادة، وتركٌ للمخالفة إلّا لإخلاص العبادة والألوهية لله وحده المُستحق للعبادة
التوحيد لغة واصطلاحاً
وقد تظاهرت النصوص من لبيان معنى توحيد العبادة