وإذا حصل لإنسان عذر فلا بأس أن يحجز مكانه بشرط أن يعود قريباً | ولقد رتب الله -سبحانه وتعالى- فضلاً عظيماً لمن بنى المسجد أو شارك فيه، فقال سبحانه وتعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} 18 سورة التوبة |
---|---|
ومن سوء الأخلاق والتصرفات السيئة ما يحدث من بعض الناس من كتابة عبارات في دورات المياه تدل على قُبح فاعلها مما يكون سبّاً لأشخاص أو دعوة لفساد فيجب على المسلم أن يربأ بنفسه عن هذه السخافات | الخطبة الثانية: الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين |
فهؤلاء المؤمنون المتقون الذين جمعوا تلك الصفات هم من الذين وفقهم الله سبحانه للطريق المستقيم الموصل إلى رضوانه وجنته, ومن هنا لم تقتصر معنى عمارة المساجد على المعنى الحسي بل عمارة المساجد أن تعمر بالعبادة, فالمساجد هي بيوت العبادة للمسلمين، فالمسلم يحرص على الذهاب إلى المسجد لأداء الصلوات به لما في ذلك من أجر عظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ.
18سابعاً : ومن مهمّات الأمور في المساجد إذا كانت الجماعة قائمة ؛ أن لا ينفرد الإنسان في صلاته ، لأن صلاته حينئذٍ يكون فيها إشكال شرعي | إن أعمالهم تلك التي تخيلوها صالحة ليست كذلك؛ لأن العمل الصالح المقبول عند الله تعالى لا بد أن يكون خالصاً له سبحانه لا يخالطه شيء من الشرك، وأن يكون على وفق شريعته جل وعلا، فأما أعمالهم فإنها باطلة لا يستفيدون منها في الآخرة، بل إن مصيرهم الخلود في النار |
---|---|
ولا ينبغي لمن قدم إلى المسجد أن يرفع صوته في القراءة وغيرها بحيث يشوش على المصلين أو التالين الآخرين | ولا ينبغي أن يتولى عمارة المسجد بالبناء من العمال ونحوهم إلا المسلمون ما داموا موجودين وقادرين على ذلك، وهم أحق وأشرف وأولى من غيرهم, وهكذا تخطيط عمارة المسجد يجب أن يكون بأيدٍ مسلمة مؤمنة، ولا يعتمد على أحد من الكفار في شيء من هذا |
والعمارة المعنوية للمساجد بالصلاة فيها، وتلاوة كتاب الله، والذكر، والدعاء، وإقامة دروس العلم وحضورها، قال الله عز وجل: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ.
، يعني: أن تؤثر رضا الناس على رضا الله عز وجل | كذلك يمكن أن تقول: فلان أكرم من رأيت، وفي مناسبة تقول عن شخص آخر: فلان أكرم من لقيت أو من رأيت، ولا يكون تناقضًا، فيكون ذلك باعتبار أن كل واحد منهما قد بلغ في الكرم الغاية، هذا جوابان |
---|---|
قال الإمام السعدي رحمه الله: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، أي: لا أحد أظلم وأشد جرمًا، ممن منع مساجد الله عن فيها، وإقامة الصلاة وغيرها من الطاعات | فإذا دخل أحدٌ المسجد وهو يرفع صوته ويجادل في أمور دنيوية يكون مخالفاً لآداب المسجد |
من الآثار الاجتماعية للمؤمنين بسبب المساجد حصول التكافل بينهم فالمسجد هو وسيلة التعارف بينهم ومع مرور الأيام يألف بعضهم بعضاً وتتكون بينهم المحبة في الله فيزور بعضهم بعضاً ويتعارفون فيما بينهم على أمور دينهم ودنياهم.