وقد صرّح النووي من الشافعيّة بأنّ خَتم القرآن يكون حسب الشخص، ومَقصده من الخَتم؛ فإن كان من أصحاب العلم الشرعيّ وهو يقرؤه ليُبيّن العلوم التي فيه، فإنّه يقرأ حسب ما يتحصّل له ذلك، وإن كان غير ذلك، فالأفضل له أن يُكثِر من تلاوته إلى الحَدّ الذي لا يملّ منه، وقد بيّن أنّ قراءة القرآن كلّ سبعة أيّام مُستحَبّة -كما تقدَّم القول-؛ فتكون للمسلم ختمة كلّ أسبوع، وقد كان الإمام أحمد بن حنبل يفعل ذلك؛ فيختم القرآن قراءة نَظَر بين كلّ جمعة وجمعة | طريقة ختم القرآن في أسبوع وتوجد عدة طرق لختم القرآن الكريم في أسبوع ، ولكن الأفضل إتباع طريقة الصحابة الكرام والسلف الصالح ، فقسموا رضي الله عنهم القرآن الكريم لسبعة أحزاب ، لكل يوم حزب ، وللصحاب الكرام طرق مختلفة لتحريب المصحف عن الطرق الموجودة في المصاحف حالياً ، فاتبع الصحابة طريقة : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشر ، وثلاثة عشر ، والحزب المفصل |
---|---|
وهذا النهي في الحديث يفيد الكراهة، وقد اختلف العلماء في نهي النبي عليه الصلاة والسلام هل كان نهيًا خاصًا لحادثة معينة، أم نهي على العموم، فذهب كثير من الفقهاء وعلماء السلف على أنّه نهي خاص في حالة قصد المداومة على هذا العمل من غير مناسبة زمانية أو مكانية، فلا حرج على المسلم ختم القرآن في أقل من ثلاثة في رمضان وليلة القدر، أو في المسجد الحرام حيث يتضاعف الأجر كما فعل كثير من السلف والتابعين كقتادة ومجاهد، وقيل إنّ سبب نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن ختم القرآن في أقل من ثلاث خشية أن تتسلل السآمة إلى نفس العبد، أو ألا يعقل معاني القرآن |
ودليل ذلك قول أوس: سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ — صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؛ قَالُوا: ثَلَاثٌ ، وَخَمْسٌ، وَسَبْعٌ، وَتِسْعٌ ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ 2- الطريقة الثانية: وفي النهاية.
13إذا حصلت التلاوة في البيوت تحصل عندها الهداية في المجتمع ، و تنتشر الإخلاق الحميدة و تعم السكينة ،و تزكوا النفوس عندها ترتقي الأمة،تصدر قرارات سليمة و يتعايش الناس بسلام،على عكس مايقع في البلدان العربية اليوم من مشاكل لا يعلمها إلاَّ الله جل وعلا، ولهذا شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة حال العرب مع القرآن: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا | إليكم طريقة ختم القرآن في أسبوع في شهر رمضان بخطوات سهلة جداً: القرآن 30 جزء و600 صفحة تقريباً ونحن نريد أن نختمه في أسبوع، لذا علينا اتباع الجدول التالي: - اليوم الأول: مقدار القراءة يكون من سورة الفاتحة إلى نهاية سورة النساء |
---|---|
حُكم خَتم القرآن في أسبوع يُسَنّ عند المالكيّة والحنابلة خَتم القرآن مرّة في الأسبوع؛ واستدلّوا على ذلك بقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لعبدالله بن عمرو -رضي الله عنه-: اقْرَأِ القُرْآنَ في كُلِّ شَهْرٍ قالَ قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قالَ: فَاقْرَأْهُ في عِشْرِينَ لَيْلَةً قالَ قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قالَ: فَاقْرَأْهُ في سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ علَى ذلكَ ، إلّا أنّ المالكية نصّوا على أنّ التدبُّر والفَهم في القَدْر القليل أفضل من الإكثار؛ لقوله -تعالى-: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ، وقد بيّن الحنابلة كراهة تأخير خَتمه إلى أكثر من أربعين يوماً، وذهب الحنفيّة إلى استحباب محافظة على خَتم القرآن كلّ أربعين يوماً؛ لأنّ القَصْد من حِفظه وتلاوته هو فَهمه، وتدبُّره، والعمل بما جاء فيه، وعدم الاقتصار على قراءته فقط | التحذير من هجر القرآن الكريم وردت في القرآن الكريم آية تُحذّر المسلمين من هَجر القرآن الكريم؛ وهي التي شكا فيها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى ربّه القرآن الكريم؛ قال -تعالى-: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ، والهجر هنا بمعنى: التَّرْك، والإعراض، وقد جعل الله -تعالى- لهاجر القرآن عقوبة في الدُّنيا، وهي العيشة الصعبة الشاقّة؛ قال -عزّ وجلّ-: وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا ، وهَجر كتاب الله -تعالى- هو نتاج الجهل بما له من فضل وعَظَمة؛ فقراءة القرآن الكريم لها ثواب، ومنزلة رفيعة في الدُّنيا والآخرة، والمسلم إذا أدرك ذلك، جعله رفيقه وأنيسَه في جميع وقته؛ قال -صلّى الله عليه وسلّم-: مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ |
إذا قُدّم القرآن على المنهاج العلمية و الأدبية التي تدَّرس فإنَّ القلوب تتزكى به،و تصقل العقول و عندئذ إذا قُدّمت العلوم بجميع أنواعها و المعارف بجميع ميادينها ،فإنَّ العُقول التي زكيت نفوس أصحابها،ستفهم وستكون عندئذ بإذن الله عقول منيرة،لأنَّ القرآن روحا و نورا من أمر الله، وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ.
19