بالإضافة إلى حفظه للحديث كان أبو هريرة حافظاً للقرآن أيضاً، ويُعد من القراء المشهورين الذين حفظوا القرآن وعلموه لغيرهم من التابعين، واتسم أبو هريرة بخلقه الحسن، وبتواضعه، وكرمه، وحبه لآل بيت رسول الله | وقد كان أبو هريرة واحد من كبار الصحابة الذي كان له أثر عظيم في نشر الدعوة الإسلامية ، وقد رافق الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة ثلاثة سنوات متتابعة في مجالسه وسبب تسميته بأبي هريرة أنه كان يرعى الغنم لأهله ، وهو صغير السن ، وكان يمتلك هرة صغيرة ، وكان يضعها بالليل في الشجر ، وفي النهار عند رعي الغنم يأخذها معه ، لذلك تمت كنيته بأبي هريرة ، وقد تولى أبو هريرة ولاية البحرين في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب ، كما إنه تولى إمارة المدينة المنورة ، ولزم في المدينة ليقوم بتعليم الناس الحديث النبوي الشريف إلى أن قد وافته المنية |
---|---|
أبو هريرة وروايته لحديث رسول الله على الرغم من إسلامه في فترة متأخرة من حياة رسول الله أي في الثلاث سنين الاخيرة إلا أن أبو هريرة هو أكثر الصحابة روايةً للحديث الشريف بسبب ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم طوال هذه الفترة، فقد كان محباً للعلم وحديث رسول الله وعرف بفضله وأخلاقه الحميدة ومحبته لرسول الله | كما يعد أبو هريرة واحدًا من أعلام قُرّاء الحجاز، حيث تلقّى عن النبي محمد، وعرضه على ، وأخذ عنه |
عن سليم بن حيَّان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: نشأت يتيمًا وهاجرت مسكينًا وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي.
8أراد عُمر بعدئذ أنه يُعيد أبي هريرة إلى ولايته على البحرين، فأبى أبو هريرة، وامتنع | كما رُوي أن أبا هريرة دخل يومًا على ، فقالت له متعجبة: « أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله! فلماذا قال ذلك ؟ الحمد لله |
---|---|
فقال النبي: أبا هريرة، انطلق إلى أهل الصفة؛ فادعهم، فحزن أبو هريرة، وقال في نفسه: كنت أرجو أن أشرب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، ثم قال في نفسه: لا بد من تنفيذ أمر الرسول، وذهب إلى المسجد، ونادى على أهل الصفة، فجاءوا، فقال في نفسه: إذا شرب كل هؤلاء ماذا يبقى لي في القدح، فأتوا معه إلى بيت النبي، فقال له النبي: أبا هر، خذ فأعطهم، فقام أبو هريرة يدور عليهم بقدح اللبن يشرب الرجل منهم حتى يروى ويشبع، ثم يعطيه لمن بعده فيشرب حتى يشبع، حتى شرب آخرهم، ولم يبق في القدح إلا شيء يسير، فرفع النبي رأسه وهو يبتسم وقال: أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت قلت: صدقت يا رسول الله، فقال الرسول: فاقعد فاشرب، قال أبو هريرة: فقعدت فشربت، فقال: اشرب | وفي عهد عمر بن الخطاب تولى أبو هريرة ولاية البحرين، كما تولى أيضاً إمارة المدينة، ثم بقيَ بعد ذلك بالمدينة ليعلم الناس الحديث النبوي إلى أن توفى |
عاش أبو هريرة رضي الله عنه فقيرا دون أموال أو تجارة وكثيرا ما عان من الجوع وذلك بسبب تفرغ أبو هريرة رضي الله عنه للعلم، وعاش بعد وفاة الرسول ٤٧ سنة، ينشر العلم والحديث، وتزوج أبو هريرة رضي الله عنه بسرة بنت غزوان وكان له ثلاث أولاد هم عبد الرحمن وبلال والمحرر، وبنتا زوجها سعيد بن المسيب.
21