خيم الصمت على المكان وتعلقت الأبصار بالمرأة في انتظار من تختاره ليعفى عنه |
ذكرت أخي بعد نوم الخلي صاحبة هذه القصيدة هي الشاعرة تماضر بنت عمرو، لقبت بالخنساء لارتفاع أرنبتيّ أنفها، وهي من الشعراء المخضرمين الذين عاشوا في العصر الجاهلي ثمّ أدركوا الإسلام فأسلموا، كان أكثر شعرها رثاءً لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية، وهذه القصيدة إحدى مرثياتها لأخيها صخر تقول فيها: ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ فانحَدَرَ الدّمعُ مني انحِدارَا وخيلٍ لَبِستَ لأبطالِها شليلاً ودمَّرتُ قوماً دمارا تصيَّدُ بالرُّمحِ ريعانها وتهتصرُ الكبشَ منها اهتصارَا فألحَمْتَها القَوْمَ تحتَ الوَغَى وَأرْسَلْتَ مُهْرَكَ فيها فَغارَا يقينَ وتحسبهُ قافلاً إذا طابَقَتْ وغشينَ الحِرارَا فذلكَ في الجدِّ مكروههُ وفي السّلم تَلهُو وترْخي الإزارَا وهاجِرَة ٍ حَرّها صاخِدٌ جَعَلْتَ رِداءَكَ فيها خِمارَا لتُدْرِكَ شأواً على قُرْبِهِ وتكسبَ حمداً وتحمي الذّمارَا وتروي السّنانَ وتردي الكميَّ كَمِرْجَلِ طَبّاخَة حينَ فارَا وتغشي حياضَ النَّجيعِ وتُعطي الجزيلَ وتُردي العِشارَا كانَّ القتودَ اذا شدَّها على ذي وسومٍ تباري صوارا تمكّنُ في دفءِ ارطائهِ أهاجَ العَشِيُّ عَلَيْهِ فَثارَا؟ فدارَ فلمَّا رأي سربها أحسَّ قنيصاً قريباً فطارا يشقّقُ سربالهُ هاجراً منَ الشّدّ لمّا أجَدّ الفِرارَا فباتَ يقنّصُ ابطالهَا وينعصرُ الماءُ منهُ انعصارَا خواطر عن الأخ الأخ هو أجمل وردة في بستان العمر، وهو نبض القلب وحشاشته، وهو الوريد الذي يُغذي الفرح في القلب، فالأخ هو الأخ مهما اختلف عمره، وقد يكون أيضاً بمثابة والصديق، ولهذا يقولون دوماً: الأخ الصالح أفضل من النفس، لأن النفس أمّارة بالسوء، أما الأخ الصالح فلا يأمر إلا بالخير ، وهذه العبارة العظيمة تُلخص قيمة الأخ، ولا شيء يواسي النفس أكثر من وجود أخ إلى جانب القلب، يرعاه ويُوقظه في كلّ لحظة |