فأما كونه مشقًا : فليس هو سببًا لفضل العمل ورجحانه ، ولكن قد يكون العمل الفاضل مشقًا ، ففضله لمعنى غير مشقته ، والصبر عليه مع المشقة يزيد ثوابه وأجره ، فيزداد الثواب بالمشقة ، كما أن من كان بعده عن البيت في الحج والعمرة أكثر يكون أجره أعظم من القريب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في العمرة : أجرك على قدر نصبك ؛ لأن الأجر على قدر العمل في بعد المسافة ، وبالبعد يكثر النصب فيكثر الأجر ، وكذلك الجهاد ، وقوله صلى الله عليه وسلم : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرؤه ويتتعتع فيه ، وهو عليه شاق له أجران | |
---|---|
ومنه: سبغ إلى وطنه: أي كال إليه وأحبه وحنّ إليه |
وَفِي آيَةِ الْوُضُوءِ بَيَانٌ لِحِكْمَتِهِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.
5امثلة على عدم إسباغ الوضوء من بعض الأخطاء عند الناس عدم الإسباغ في الوضوء والنبي صلى الله عليه وسلم سافر في أحد المرات من صحابته ثم نزل البعض كي يتوضأ ويحسن الوضوء على أتم وجه، من أجل الاستعداد للصلاة كأنهم استعجلوا ثم أقبلو كي يصلوا ولاحظ هذا النبي صلى الله عليه وسلم عندما بقيت بعض الجوانب من عضو الوضوء لم يصلها الماء كأطرف المرفق على سبيل المثال أو العقب الذي خلف القدم | وأما عن معنى الحديث فقد قال النووي في شرح مسلم: وإسباغ الوضوء إتمامه، والمكاره تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك انتهى |
---|---|
وقوله: فذلكم الرباط، كأنه يفهم منه أن ذلك هو الرباط الكامل، يعني: أنه ما تحقق فيه الوصف الكامل من هذه الحقيقة التي هي الرباط، يعني: هذا هو الرباط الأتم والأوفى، وإن كان غيره يسمى رباطاً، وهو المكث في الثغور في مقابلة العدو |
وفي رواية عن الطبراني والبزار وابن حبان: كما يحب أن تؤتى عزائمه.
2