هذا التغيير يلفت نظر الإنسان إلى قدرة اللّه المطلقة في نظام الكون ، وهو في الواقع أحد علامات التوحيد ، وأية من آيات اللّه تستحق أن يقسم بها | وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ : أَنْ يُقَالَ : إِنَّ رَبَّنَا أَقْسَمَ بِالْعَصْرِ اسْمٌ لِلدَّهْرِ ، وَهُوَ الْعَشِيُّ وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَمْ يُخَصِّصْ مِمَّا شَمَلَهُ هَذَا الِاسْمُ مَعْنًى دُونَ مَعْنًى ، فَكُلُّ مَا لَزِمَهُ هَذَا الِاسْمُ ، فَدَاخِلٌ فِيمَا أَقْسَمَ بِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ |
---|---|
قوله تعالى : إن الإنسان لفي خسر هذا جواب القسم | بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين |
فعلى المؤمن أن يحافظ غاية المحافظة على كل ما أوجب الله عليه، وأن يحذر كل ما حرم الله عليه حرصا على تمام الربح وحذرا من سائر أنواع الخسران.
17فالإنسان بطبعه لا يعد خاسرا ولا رابحا لأنه من هذه الحيثية يملك الأهلية والاستعداد لهما معا ، فالحكم عليه بأحدهما ترجيح بلا مرجح ، وانما يحكم عليه بأحد الوصفين بالنظر إلى عقيدته واعماله ، لا بالنظر إلى ذاته وطبعه ، فقد أشرنا فيما سبق أكثر من مرة ان اللَّه سبحانه وهب الإنسان العقل والقدرة على الشر والخير وأمره بهذا ونهاه عن ذلك ، وخلى بينه وبين ما يختار ولم يفرض الدين والعمل عليه فرضا ويخلقهما فيه كما يخلق الكائنات ، ولو فعل لسلخ الإنسانية عن الإنسان إذ لا إنسانية بلا حرية وإرادة ، وعليه فلا يكون الإنسان خاسرا ولا رابحا إلا باعتبار عقيدته وأعماله ، فقوله تعالى : {إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} معناه ان الذين لم يؤمنوا أو آمنوا ولم يعملوا هم الخائبون الخاسرون ، أما الذين آمنوا وعملوا فهم الفائزون الرابحون | |
---|---|
في الماضي، كانت تغيّرات المناخ بالعادةِ متزامنةً مع الانقراضات الجماعيّة | الأستاذ جمال شيخ بكري : شكراً فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، أيها الأعزاء لقاؤنا في الأسبوع القادم بعون الله |
ومن جهة رابعة ، فإنّ كلّ رؤوس أموال الإنسان وثرواته قد وهبها اللّه إيّاه.