ــ الإيمان بأن الْقُرْآن الكريم هو آخِرُ الْكُتُب السَّمَاوِية التي أنزلها الله عز وجل، فلا كِتاب بعْده، قال الله تعالى: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} الأحزاب:40 ، قال ابن كثير: " فهذه الآية نص في أنه لا نبيَّ بعده، وإذا كان لا نبي بعده، فلا رسول بالطريق الأوْلى، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس، وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة" | ويُذكر أنّ نزولها كان في السّادس من شهر رمضان تحديداً، وقد روى الإمام أحمد والبيهقي في شعب الإيمان، عن واثلة بن الأسقع، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: أنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان |
---|---|
وممّا يبيّن منزلة لتّوراة ومكانتها عند الله عزّ وجلّ أنّه سبحانه وتعالى قد كتبها بيده، كما في حديث مُحاجَّة آدم لموسى | وهذه الكتب هي التوراة التي نزلت على سيدنا عليه السلام، والإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام، والقرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم |
ولكل هذه الأسباب السابقة فإن الإيمان بالقرآن الكريم هو الإيمان بالكتب السماوية السابقة، وبما جاء فيها، حتى لو حدث تغيير وتبديل وتحريف لها، فإن الله بيّن لنا هذه الشرائع من خلال القرآن الكريم، لذلك هو الكتاب المحفوظ المهيمن على جميع الشرائع السابقة.
17فهذه الآيات تثبت نماذج لما يتضمنه التوراة الذي أنزل على موسى عليه السلام، وقد جاءتنا من طريق القرآن الكريم فنؤمن بثبوتها | هل هذا الادعاء صحيح؟ لطبيعة البشر الذين يكتبونها وينقلونها حرفت إما عن عمد لمصلحة أو لهدفا لهم وإما لصعوبة حفظها لأسباب بيئية مثل تغير المجتمعات مرور الزمن تلف الأشياء التي تكتب عليها أو تتابع الرسل ما يجعل الناس تهمل كتباتها ظنا منهم أن لو أننا على خطأ فسيأتي رسول ليرشدنا و تاريخ بني إسرائيل يشهد بذلك أما لو سؤال ماهية فقد قدر الله وما شاء فعل في الحقيقة سؤال لماذا عن دافع أو سبب لله لا يسير فهو خالق الأسباب والدوافع الأمر له علاقة بالألوهية لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ الأنبياء 23 الكتب السابقة كانت موجهة لزمن محدد ولأقوام محددين لم تكن عامة لكل البشر ولكل الأزمنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي -ومنهم- وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً أما القرآن تكفل الله عز وجل بحفظه لانه لكل الناس ولأنه هو الكتاب الخاتم فلا يوجد وحي بعده والله أعلم |
---|---|
وأما ترتيب نزول المعلوم منها، فهو على حسب زمن الرسل، فقد أنزل الله تعالى على إبراهيم عليه السلام الصحف، وعلى داود عليه السلام الزبور، وعلى موسى عليه السلام التوراة والصحف، وعلى عيسى عليه السلام الإنجيل، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن | ثم هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان، باعتبار ما بعث الله به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام، المتفقة في التوحيد" |
وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي.
ومن المظاهر التي تدل على هيمنة القرآن الكريم على كافة الكتب السماوية، أن الله تعالى أنزل القرآن ليكون شريعة للمؤمنين ومنهجاً متكاملاً ومثالياً للبشرية، فقد ألغى التعاليم المحرفة والتي كانت تقيّد الإنسان وحريته، والتي لم يأمر بها الله، وكأن القرآن الكريم جاء ليحرر الإنسان من عبودية التحريف والتغيير الذي طال الكتب السماوية التي سبقته لا سيما التوراة والإنجيل، فقد قال الله سبحانه وتعالى في حق ذلك: فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ | كذلك قال الله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ |
---|---|
فالإيمان بالكتاب: هو التصديق الجازم بأن جميع الكتب التي أوحي بها منزلة من عند الله عزَّ وجلَّ | ومن مظاهر هيمنة القرآن الكريم على الكتب السماوية الأخرى، أنه يعرض العديد من المسائل التي اختلف عليها الناس من قبل، منها مسألة قتل وصلب عيسى عليه السلام، والتي نفاها الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ سورة النساء، 157 وهو الاختلاف البيّن بين عقيدة النصارى وهي عقيدة التثليث وبين العقيدة الإسلامية التي تنفي هذا التثليث وتقول بنبوة عيسى عليه السلام وأنه نبي مرسل من الله تعالى |
الإنجيل هو الكتاب السماوي الذي أنزله الله عز وجل على سيدنا عيسى عليه السلام، وقد أرسلوا الله تعالى ليكون هادياً مبشراً ونذيراً لبني إسرائيل، حيث قال الله تعالى: وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ.
20