فكان احترام ضربا من القوة المعنوية التي تحتمي بها في الأسفار، ولهذا ألفتها نفوسهم، وتعلقت بالرحيل، استدرارا للرزق | حتى يصير فقيرهم كالكافي ولم تزل الرحلتان من إيلاف قريش حتى جاء الإِسلام وهم على ذلك |
---|---|
فأما هاشم فإنه كان يؤلف ملك الشام ; أي أخذ منه حبلا وعهدا يأمن به في تجارته إلى الشام | In summer the Quraish travelled northward to Syria and Palestine, for they are cool lands, and in winter southward to Yaman, etc |
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه سئل منْ قريشٌ؟ فقال : مَنْ وَلَدَ النضْرُ ".
والرحلة بكسر الراء : اسم للارتحال ، وهو المسير من مكان إلى آخر بعيد ، ولذلك سمي البعير الذي يسافَر عليه راحلة | وشهر بشنس هو التاسع من أشهر السنة القبطية المجزأة إلى اثني عشر شهراً |
---|---|
قال : فدخل أسد على أمه يبكي ، وذكر ما قاله تربه | وقال أبو حيان : هذا عند سيبويه لا يجوز إلا في الضرورة |
والمعروف المشهور أن الذي سنّ الإِيلاف هو هاشم ، وهو المروي عن ابن عباس ، وذكر ابن العربي عن الهروي : أن أصحاب الإِيلاف هاشم ، وإخوته الثلاثة الآخرون عبدُ شمس ، والمطلب ، ونوفل ، وأن كان واحد منهم أخذ حبلاً ، أي عهداً من أحد الملوك الذين يمرون في تجارتهم على بلادهم وهم مَلِك الشام ، وملك الحَبشة ، وملك اليمن ، ومَلِك فارس ، فأخذ هاشم هذا من ملك الشام وهو ملك الروم ، وأخذ عبد شمس من نجاشي الحبشة وأخذ المطلب من ملك اليمن وأخذ نوفل من كسرى ملك فارس ، فكانوا يجعلون جُعلاً لرؤساء القبائل وسادات العشائر يسمى الإيلاف أيضاً يعطونهم شيئاً من الربح ويحملون إليهم متاعاً ويسوقون إليهم إبلاً مع إبلهم ليكفوهم مؤونة الأسفار وهم يكفون قريش دفع الأعداء فاجتمع لهم بذلك أمن الطريق كله إلى اليمن وإلى الشام وكانوا يسمَّوْن المُجِيرين.