لقد سُمي الأنصار بهذا الاسم لنصرتهم الله ورسوله، فجعل الله ورسوله محبتهم من تمام حب الله ورسوله، وهذا من التشريف لهم في الدنيا والآخرة، وفضل من الله يتفضل به على من يشاء من عباده كما اقتضت حكمته جل وعلا | وانتسب إليهم خلق كثير ليسوا منهم خاصة في بلاد الأعاجم |
---|---|
يعتبر الأنصار مثال في الكرم والمحبة والصداقة والاخوة، لذلك رضي الله عنهم وبشرهم بأنهم من أهل الجنة، بالإضافة إلى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يحبهم كثيراً، ومن أفضل النصارى الذين جاهدوا في سبيل الله سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، والبراء بن معرور، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لو أخذ الناس واديا واخذ الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار، حيث أن الأنصار وعيبتي ولولا الهجرة لكنت من الأنصار الأنصار تنقسم إلى قبيلتين وهما: الأوس والخزرج، وكانوا يطلقون عليهم ببني قيادة، حيث تعرف القيادة بأنها هي التي توحد وتجمع الجزئيين، كما يعزهم الرسول وذلك لانهم عملوا علي نصرته والوقوف بجانبه في الوقت الذي لم يتلقى فيه أي مساعدة من أحد، أيضاً انضم إلى النصارى الكثير من البشر وخاصة انهم ليسوا من نفس البلد، كما أمرنا الله تعالى بحسن معاملتهم وموالاتهم، وذلك لما قدموه من تضحية ونصرة لرسول الله لذلك يستحق الأنصار هذه المكانة العظيمة التي ينالها عند الله ورسوله، كما أنه يمكن أن يستدل على حب رسول الله للأنصار وحب الله تعالى أيضا لهم حيث يتم في الاعتبار أن محبتهم ورفع شأنهم من علامات محبة الله | أقرأ أيضًا: إن كل حديث يدل على محبه الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار من الأحاديث السابقة وما فيه من تشريف وتكريم للأنصار إنما هو فضل من الله -جل وعلا- يمن به على من يشاء من أولياؤه وأحباؤه الذين آمنوا به ونصروا أنبياؤه وجاهدوا في سبيله وبذلوا كل شيء في سبيله، فقد جعل لهم كرامة في الدنيا وفوز بنعيم الآخرة، فهذا وعد الله الذي أخبرنا به في آياته، وبشر به رسوله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريفة |
الحديث الثالث عن حب الأنصار روي أكثر من حديث يدل على محبه الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار وفيما يلي نعرض حديث شريف رواه الْبَراء بن عازب عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
والمقصود بالمدح والثناء من الأنصار من كان مؤمنا بالله مواليا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناصرا لدينه من الصحابة ومن تبعهم بإحسان أما من كان كافرا لم يؤمن بالرسول أو منافقا ومات على ذلك فليس داخلا في جماعة الأنصار الممدوحين ولا يلحقه فضل وإن كان ذو نسب فيهم كعبد الله بن أبي بن سلول ومن كان على شاكلته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تابعه على النفاق بعد ذلك إلى آخر الزمان | أحاديث عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار 1- حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ، وَآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأَنْصارِ |
---|---|
حديث يدل على محبه الرسول عليه الصلاه والسلام للانصار، يظهر الحديث محبه الرسول لأنصار، فجاء الأنصار في عدة مواضع في السيرة النبوية أخذهم الأنصار وناشدهم، وبأكثر من قول وضح بأنهم احبائه، والأشخاص الذين يحبون الأنصار فهم مؤمنون، وقد زكاهم في توضيحه بأنه سلك المسار الذي قاموا الأنصار بسلكه، كما إنه دعا بالرحمة لذرياتهم، لأنهم هم الذين وعدوه بمساندة في مكة من قبل وأصبحوا حصنه القوي وحيه الراسخ، وقد أوفوا بوعدهم | أحب الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار وأمر بحبهم وبين فضلهم ومناقبهم، فقد ورد أكثر من حديث عن محبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- للأنصار ليبين للناس كافة فضل من ينصر هذا الدين ويكون سببًا في حماية المسلمين ونشر الإسلام |
إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر أن حبهم من تمام الإيمان وحسب بل ذكر أن بغضهم من علامات النفاق، وفي ذلك تحذير من بغض الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم.
20بين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من كمال الإيمان عند المسلم حب الأنصار، وذلك لوفائهم بما عاهدوا عليه الله ورسوله من نصرة الله ورسوله وإيواء المسلمين المهاجرين إليهم | الشرح فيه أن حب المؤمن لقبيلة الأنصار شعبة من شعب الإيمان وعلامة عليه فلا يحبهم إلا مؤمن |
---|---|
بيعة العقبة الأولى لقد كانت هذه البيعة المباركة نقطة التحول والنور الذي أضاء الظلمات، بعد أن لاقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سبيل الدعوة إلى الله تعالى أصناف الأذى والصد والإعراض، حيث إنّه -عليه الصلاة والسلام- قضى سنوات طويلةً وهو يطوف على القبائل؛ ليلتمس الحليف والنصير، حتى جاء الموعد الذي أراد الله تعالى فيه نصرة دينه، وإعزاز نبيه، وكان ذلك الموعد في موسم الحج من العام 11 للبعثة؛ حيث التقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بستة أشخاص من أهل ، ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا، ولم يكتفوا بذلك؛ بل رجعوا إلى أهلهم مبلّغين دعوة الإسلام، حتى لم يبقَ بيت من بيوت الأنصار إلا وفيه ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ رجعوا في موسم الحج من العام الذي يليه، وهم 12 رجلاً، وكانوا 2 من الأوس 10 من الخزرج، فالتقوا برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بمنى عند العقبة، وبايعوه هناك بيعة العقبة الأولى، وسميت أيضاً ببيعة النساء | وفيه أن محبتهم من مقتضى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن كمال محبة الله الواجبة أن يحب المرء كل ما أحبه الله من الأزمنة والأمكنة والأشياء والأعيان من النبيين والصديقين والصالحين ومن أعلاهم الأنصار |
كانت بنود بيعة العقبة كما وصفها الصحابي الأنصاري رضي الله عنه، كما جاء في قول رسول الله: بايِعوني على أن لا تُشرِكوا باللهِ شيئًا، ولا تَسرِقوا، ولا تَزنوا، ولا تقتُلوا أولادَكم، ولا تأتوا ببُهتانٍ تفتَرونَه بينَ أيديكم وأرجُلِكم، ولا تَعصوا في معروفٍ، فمَن وفَّى منكم فأجرُه على اللهِ، ومَن أصاب من ذلك شيئًا فعوقِبَ في الدنيا فهو كفَّارةٌ له، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره اللهُ، فأمرُه إلى اللهِ: إن شاء عاقَبَه وإن شاء عفا عنه ، فبايعوه على ذلك، ثم أرسل معهم مصعب بن عمير؛ ليعلمهم القرآن، ويفقههم في الدين، ويدعو إلى الإسلام في المدينة.
4