أي عين الحسود، بعض علماء القلوب يقولون: إن الحسد حينما تسري هذه العين الحاسدة يسري شعاعها إلى إنسان محسود غافل عن الله عز وجل، فالغافل إذا حسد أصابته عين الحسود، أما إذا كان معتصماً بالله وكان مستعيذاً به، ملتجئاً إليه، قولك أعوذ بالله ينتهي كل شيء يعنينا من هذا الكلام أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا حسد، الحسد في التعريف الدقيق أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك، كي تنصرف إليك أو إلى غيرك، على كلٍ أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك هذا حسد لا شك فيه، هذا حسد، وهناك حسد من نوع مثقل وهو أن تسعى عن طريق الوشاية، أو عن طريق المكر، أو عن طريق الإيقاع في أن تزيل هذه النعمة عن أخيك، إذاً الحسد في أصله تمني زوال النعمة، وفي فعله أن تسعى جاهداً كي تزيل هذه النعمة عن أخيك لتنصرف إليك أو إلى غيرك هذا هو الحسد | إن حديث النبي عليه الصلاة والسلام فيه طول، سواء كنا تحدثنا بصفه عامة عن فضل العلم، أم تحدثنا عن فضل هذا العلم المقرون بالعمل، وفي قليل الكلام مع اهتمامك به أفضل من كثير الكلام الذي يدخل من أحد أذنيك ويخرج من أذنك الأخرى |
---|---|
لذلك قال الإمام : إذا تصدر الحدث فاته علم كثير والحدث: الصغير الذي لم يجمع العلم، إذا تصدر وصار رئيساً فقد فاته علم كثير؛ لأن هذه الصدارة وهذه السيادة تمنعه كبراً أن يقعد في صفوف المتعلمين فيتعلم، فالإمام من وجهة نظر في كتابه العظيم المتواري على تراجم أبواب البخاري يربط ما بين الحديث وما بين الترجمة التي كتبها؛ لأنه أحياناً يكون في العلاقة بين الترجمة وبين الحديث خفاء وغموض | وقفات مع حديث: لا حسد إلا في اثنتين إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا حديث «لا حسد إلا في اثنتين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها رواه البخاري، ومسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها |
وللحديث شواهد أخرى منها: ما رواه البخاري في صحيحه: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فهو يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه فيقول: لو أوتيت مثل ما أوتي، عملت فيه مثل ما يعمل».
28قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ | سلطه مكنه الله من إنفاقه في وجوه الخير |
---|---|
ونوع آخر محمود؛ وهو تمني نعمة الغير مع عدم زوالها عنه وهو ما يعرف بالغبطة؛ وهذا النوع مشروع بشرط ألا يكون في معصية الله، وهذا النوع هو المراد من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باتفاق جميع علماء الأمة |
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه الليل وآناء النهار».
16ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها، ويعلمها متفق عليه | إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله |
---|---|
وقسم منهما حسد لمن آتاه الله شيئا، وتمن من الحاسد أن يؤتى مثل ذلك الشيء، لا أن ينقل ذلك الشيء بعينه من المحسود حتى يخلو منه، ويكون للذي حسده دونه، وقد بين الله هذين المعنيين في كتابه، فقال: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله النساء: ٣٢ ؛ أي: حتى يؤتيكم مثله، ويبقى من حسدتموه معه ما آتاه الله إياه غير مستنقص منه شيئا | الحسد نوعان: نوع محرم مذموم على كل حال، وهو أن يتمنى زوال نعمة الله عن العبد |
ولا يكون محمودًا إلَّا في أمرَيْن.