وبعض أهل العلم رأى أن الخيبة هنا بمعنى الخسارة المحققة وأن هذه الخسارة المحققة إنما تكون للكافرين، فتكون لهم النار، ولذلك حملوها على الإشراك وأنه الظلم الأعظم، وبعض أهل العلم يقول: إن الآية على ظاهرها وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً فالظلم يقع على الإشراك ويقع على ما دونه، والحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه،فعلى قدر ما يكون له من الظلم يقع له من الخيبة | وهذا تنبيه إلى وجوب سؤال العالم الذي ينصح ويدل على الخير ويشير إلى الصواب |
---|---|
وقال بعضهم : لا يستقبلنكم بشيء تكرهونه | قال الشنقيطي -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً : "أي: لا اعوجاج فيها ولا أمت، والأمت: النتوء اليسير، أي: ليس فيها اعوجاج ولا ارتفاع بعضها على بعض، بل هي مستوية، ومن إطلاق الأمت بالمعنى المذكور قول لبيد: فاجرمَّزت ثم سارت وهي لاهية في كافر ما به أمت ولا شرف وقول الآخر: فأبصرت لمحة من رأس عكرشة في كافر ما به أمت ولا عوج والكافر في البيتين: قيل الليل، وقيل المطر؛ لأنه يمنع العين من رؤية الارتفاع والانحدار في الأرض |
وقال محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار قال : نزلت بمكة : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، أتاه أحبار يهود.
وأكد { ينسفها نسفاً } لإثبات أنه حقيقة لا استعارة | فقالوا سلوه فسألوه عن الروح ، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا ، فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي ، فلما نزل الوحي قال : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي الآية |
---|---|
انتهى منه، وقد قدّمنا في أول سورة الكهف ما يغني عن هذا الكلام الذي ذكره، والعلم عند الله تعالى" | وقال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصري ، حدثنا وهب بن رزق أبو هريرة حدثنا بشر بن بكر ، حدثنا الأوزاعي ، حدثنا عطاء ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لله ملكا ، لو قيل له : التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة واحدة ، لفعل ، تسبيحه : سبحانك حيث كنت " |
الهضم النقص، ولهذا يقال: هضْمُ الطعام بمعنى انتقاصه، وذلك لما يقع لهذا الطعام، فيقال فلان هضم الطعام، يهضم الطعام، بمعنى هضم الطعام فلا يبقى ثقله على المعدة، فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً هنا ذكر تفسير الظلم بأنه يزاد في سيئاته أو يحمل سيئات الآخرين، وهكذا قول من قال بأن الظلم بمعنى أنه لا يذهب حقه بالكلية، والهضم بمعنى أنه لا ينقص، فمعنى ذلك أنه يأخذ أجره وافياً لا يمنع من حقه، فيكون هذا هو الظلم، ولا ينقص منه فهذا هو الهضم، وكذلك أيضاً لا يُحمَّل سيئات غيره، والحاصل أنه لا يحصل له ظلم بتحمله تبعة عمل غيره ولا يد له فيه، ولا يمنع من حقه بالكلية كما أنه لا يحصل له نقص في أجره وثوابه عند الله -تبارك وتعالى.