كما نتعلم من قصة نبي الله يونس، أن البلاء ينزله الله بأحبابه تطهراً وليس انتقاماً، فسبحان من يبتلي ليرفع حتى يلقاه عبده وما عليه من خطيئة، كما نتعلم أنه رغم نبوته إلا أن الله عز وجل ابتلاه بعد أن رحل بعيدا عن قومه دون أن يكمل رسالته في دعوتهم، رغم أنه آلمه أنهم لم يؤمنوا | |
---|---|
قاله الضحاك بن قيس ، وأبو العالية ، ووهب بن منبه ، وقتادة ، وغير واحد | قالوا ; لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر |
وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل.
26ارسله الله برسالته إلي أهل نينوى في العراق والمعروفة حاليا بالموصل وهم قوم شاع بينهم الشرك فكانوا يعبدون الأصنام، دعوة يونس -عليه السلام- لقومه استمرت ثلاثاً وثلاثين سنة، إلّا أنّه لم يؤمن معه سوى رجلين، ولذلك شعر يونس -عليه السلام- باليأس من قومه، فتركهم وخرج من بلدتهم | وكذا قال قتادة، وابن زيد، ولهذا قال تعالى: وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ أي: الذين نسبوا إليهم ذلك: إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ أي: إن الذين قالوا ذلك لمحضرون في العذاب يوم الحساب لكذبهم في ذلك وافترائهم، وقولهم الباطل بلا علم |
---|---|
الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة | قالوا : لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر |
وذلك أن السفر بجميعهن لا يمكن، واختيار واحدة منهن إيثار فلم يبق إلا القرعة.
15فقال : "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ" سورة الصافات وفي هذا إشارةٌ لطيفة وتذكيرٌ لعباد الله أن يتنبهوا لأهمية الذكر والتسبيح على وجه الخصوص ، فقد وصف الله يونسَ عليه السلام بأنه كان من المُسبِّحين ، أي أنه كان كثير التسبيح قبل وقوعه في هذه الشدة العصيبة والكرب العظيم | فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان ; أربعين يوما |
---|---|
فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل كما قال تعالى: {وهو سقيم} | فقال يونس وعرف أنه هو صاحب الذنب ; هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم |
فلولا أنه كان من المسبحين أي : من المصلين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي عقوبة له ، أي : يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة.