ففي هذه الحال هل الإنسانُ مطالبٌ أن يُؤدّب هؤلاء جميعًا في الطَّريق، وأن يحمل الناسَ على الجادّة السَّوية، والصِّراط المستقيم؟ فكلما رأى أحدًا من هؤلاء أراد أن يُؤدّبه، وأن يزجره، وأن يعلمه الصَّواب والحقّ في مثل هذه الأمور، فهذا يُلقي أشياء في الشَّارع ولا يُبالي، ويستهتر، وهذا ربما يمشي بطريقةٍ يتأذّى بها الناس، وغير ذلك مما يراه، أو يسمعه | فإذا أردتَ أن تحمل هؤلاء الذين يتخافتون في هذه الطُّرق، ويتزارقون هنا وهناك؛ فإنَّك ستلقى عنتًا كبيرًا، فإذًا هذا خطأٌ، فالطَّريق الصَّحيح هو الإعراض والانصراف، وفوق ذلك أن تتعلم الحلمَ على هؤلاء، وأن تجعل هذا ممارسةً ميدانيةً، تتربّى فيها النفسُ على الحلم، هذه الأشياء التي تُشاهدها صباح مساء هي مدرسة تطبيقية، تعليم عملي تطبيقي للحلم، وتذكّر: ليست الأحلامُ في حال الرِّضا إنما الأحلام في حال الغضب الأحلام الحقيقية ليست حينما يُحسن الناسُ إليك، ويُوسّعون لك الطريق، الأحلام حينما تُستفزّ، فعند ذلك تكظم الغيظَ، وتُقابل الإساءة بالإحسان، فاعتبر ما تُشاهده أنَّ ذلك من قبيل التَّطبيق، والتربية، والترويض للنَّفس على الحلم |
---|---|
اللهم إني أسألك يا من لا تغلطه المسائل ويا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يبرمه إلحاح الملحين | اللهم إنك تعلم أني على إساءتي وظلمي وإسرافي أني لم أجعل لك ولدًا ولا ندًا ولا صاحبة ولا كفوًا فإن تعذب فأنا عبدك وإن تغفر فإنك العزيز الحكيم |
وفي الرواية الأخرى: "فقالوا له"، هذا يدلّ على أنَّ الذي قال له واحدٌ، فنُسب ذلك إليهم؛ لأنَّه واحدٌ منهم.
4فليس المقصود أنَّ الإنسان يتبلد بالكُلية، ولا يغضب بحالٍ من الأحوال، مهما يكن، حتى لو انتُهكت محارمُ الله -تبارك وتعالى-، فهذا ليس بمُرادٍ، وإنما المقصود ما يتعاطاه الإنسان، وما يُلاقيه، وما يُكابده، ومَن لم يكن متَّصفًا بالحلم، قد جُبِلَ على الغضب؛ فإنَّه يمكن أن يُعالج هذا بأنواع المعالجات والمجاهدات، بتصبير النَّفس وحبسها، والانصراف عن دواعي الغضب، والاستعاذة من الشَّيطان | |
---|---|
ولو قال: "اللهم"، يعني: يا الله، "إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم"؛ فهذا أبلغ | الثاني: غضب ابتداء: هذا لا يخلو منه إنسانٌ، ولهذا لا يُضَرُّ صاحبُه |
يا من يكتفي من خلقه جميعاً ولا يكتفي منه أحد من خلقه يا أحد من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك أغثني.
فقال : اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام قال : فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا | |
---|---|
أغثني يا عزيز يا حميد يا ذا العرش المجيد أصرف عني شر كل جبار عنيد | قوله: "استبَّ رجلان" يعني: شتم أحدُهما الآخر، "استبَّ رجلان" افتعالٌ من السَّب، تبادلوا السَّبَّ والشتم |
تنتظر حتى يمشي فقط قبل أن تتكلم، أو تشتري، أو تطلب ما تحتاج إليه.
25