وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» | |
---|---|
أمَّا بعد، أيُّها الناس : اتقوا الله ـ جلَّ وعلا ـ، فإنَّه هو أهل التقوى وأهل المغفرة، اتقوه في السِّر والعلن، والرضا والغضب، ومع القريب والبعيد، اتقوه في مجالِسكم، ومع مَن تُجالِسون، وفي سائر أحوالكم وأوقاتكم، فإنَّه لا يفلح إلا المتقون، وقد قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } | وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه |
لا يفرِّق بين اثنين عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل للرجل أن يفرِّق بين اثنين إلا بإذنهما.
15رواه أبو داود ، وقال أيضا: ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم فيه إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم | |
---|---|
هذا هو الصحيح عند أصحابنا ، وأنه يجب على من قعد فيه مفارقته إذا رجع الأول | عن حُريث بن قَبيصة قال : قدمت المدينة فقلت : اللهم يسر لي جليسا صالحا ، قال فجلست إلى أبي هريرة فقلت : إني سألت الله أن يرزقني جليساً صالحاً فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعني به فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول ما يحاسب به العبد من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك |
ومِن آداب المُجالَسَة وحقوقها : أنْ لا تقِف مع مُجالِسك في كل كلمة يقولها لك، أو كل موقف يتخذه معك، أو كل عبْسة أو ضيق يُبديه أمامك، فتظل تقول في نفسك هو يقصدني بهذا الكلام، هو يريد إهانتي، هو يَرمي إلى إبعادي، هو يكرهني، هو يحسدني، ماذا تقصد مِن كلامك، وإلى ما ترمي وتهدف، فإن فعلت ذلك، وكنت مِن أهله، فلست بصاحب عاقل، ولا تصلح للمُجالَسة، ولا يَحسُن أنْ تكون رفيقًا لأحد، لأنَّه ما مِن مُجالَس إلا ويقع في الخطأ والزلل، ويبدو مِنه التَّغير والتقلُّب، وهذه المسلك يفتح على نفسك باب الشيطان من جهتين: الأولى : أنَّه يملؤها على صاحبك بالبغض والحقد، والضغينة والحسد، وقد يقودك إلى إلحاق الضَّرر بِه، والكيد له، والمكر بِه.
22