المسألةُ الرابعة: الوترُ بخمسٍ وبسَبْعٍ وبتِسعٍ يجوزُ الوترُ بخمسِ ركعاتٍ يَسرُدها فلا يجلسُ إلَّا في آخِرِها، وبسبعِ ركعاتٍ له أن يَسرُدَها فلا يجلسُ إلا في آخِرِها، وله أنْ يجلسَ في السادسةِ للتشهُّدِ، ثم يقومُ للسابعةِ، ويجلس للتشهُّد ثم يُسلِّم، وبتِسعٍ؛ يَسرُدُ ثمانيَ ركعاتٍ، ثم يجلسُ للثامنةِ، ثم يقومُ للتاسعةِ ويتشهَّدُ ويُسلِّمُ، وهذا مذهبُ الشافعيَّة يجوزُ عند الشافعيَّة: الاقتصارُ على التشهد في الركعة الأخيرة، وهذا أفضل، ويجوز التشهدين في الركعتين الأخيرتين | وبمجرد التعريف اللغوي يتبين أن صلاة التراويح أكثر مِن ثمان ركعات، لأن الترويحة الواحدة بعد أربع ركعات، فلو كانت ترويحتين للزم أن يكون عدد الركعات اثنتي عشرة ركعة، والحقُّ أن الأمة أجمعت على أن صلاة التراويح عشرون ركعة مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهو معتمَد المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية في المشهور، والشافعية، والحنابلة، وهناك قول نُقِل عن المالكية خلاف المشهور أنها ست وثلاثون ركعة، ولم تعرف الأمةُ القولَ بأن صلاة التراويح ثمان ركعات إلا في هذا الزمن، وسبب الوقوع في تلك المخالفة: الفهم الخطأ للسنة النبوية، وعدم القدرة على الجمع بين الأحاديث، وعدم الالتفات إلى الإجماع القولي والفعلي من لدن الصحابة إلى يومنا هذا |
---|---|
الأدلَّة: أولًا: من السُّنَّة 1- عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صلاةِ اللَّيلِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صلاةُ اللَّيلِ مَثْنَى مَثنَى، فإذا خشِي أحدُكم الصبحَ صَلَّى ركعةً واحدًة، تُوتِرُ له ما قدْ صلَّى رواه البخاري 990 ، ومسلم 749 |
وقال هؤلاء: يُصلِّي ركعتين ثم يسلِّم، ثم يُوتِر بركعة | قال الكاساني في بدائع الصنائع: وأما الكلام في مقداره، فقد اختلف العلماء فيه، قال أصحابنا: الوتر ثلاث ركعات بتسليمة واحدة في الأوقات كلها |
---|---|
« من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل» | ما هي صلاة الوتر من النوافل التي يمكن أن يقوم بها المسلم، وهي سنّة مؤكدة، وتكون بركعات فردية وليست زوجية، فكلمة وتر في اللغة العربية تعني إفراد |
ومذهب الحنابلة هو القولُ بجواز جميع الصُّور المذكورة عدَا صورة الجلوس في السادسة للتشهُّد، ثم في السابعة أيضًا | والأفضل عند الجمهور فيمن وصل ركعاته أن لا يجلس فيه للتشهد الأول، بل يصلي ثلاث ركعات متواليات بتشهد واحد، وإن جلس فلا بأس |
---|---|
وتلك الصلاة التي جمع عمر رضي الله عنه الناس عليها هي التراويح، وهي عشرون ركعة؛ دلَّ على ذلك عدة أحاديث: منها: ما رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه قَالَ: "كَانُوا يَقُومُونَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِعِشْرِينَ رَكْعَةً"، قَالَ: "وَكَانُوا يَقْرَءُونَ بِالْمَئِينِ، وَكَانُوا يَتَوَكَّئُونَ عَلَى عِصِيِّهِمْ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ شِدَّةِ الْقِيَامِ" | هي ليلةٌ من ليالي العَشْر الأواخر الفرديّة من شهر رمضان، وهي الليلة التي أُنزل فيها إلى السماء الدُّنيا، والقَدْر؛ اسم سورةٍ من سُور القرآن الكريم، وهي سورةٌ مكيّةٌ، السابعة والتسعون في ترتيب المصحف، وتبلغ عدد آياتها خمس آياتٍ |
إنّ صلاة التراويح تؤدّى بتسع ترويحاتٍ، أي بأداء ستٍ وثلاثين ركعةً، ثمّ أداء الوتْر ثلاث ركعاتٍ.
18