من النادر أن تتوه مني الكلمات، وفي الغالب أمر بهذه الحالة عندما أنوي المقارنة بين شيئين أو أكثر، واليوم أردت الهروب من الحاضر الى الماضي، أعلم تمام العلم أن الناس تهرب من الماضي الى المستقبل، ومن الأمس الى اليوم وليس العكس، بيد أن شعورا عاما يخالجني في لحظة ما بالعودة الى زمان وأيام زمان وحب زمان وإخلاص زمان وناس زمان و«مكان» زمان | فهل هناك أعظم من أن الله سبحانه وتعالى يعطيك علاجاً لخوفك وبالإضافة لذلك يحبك ويجعلك من المقربين منه بل ويثني عليك في مواضيع عديدة في كتابه الكريم |
---|---|
ولعل الكثير منا يعرف كم من إنسان دمر الخوف حياته وشل تفكيره وهز أركانه، ورغم كل ذلك يظل الكثيرون عاجزين عن تجاوز حاجز الخوف، فالمحاولة لديهم تعني مزيدا من الألم ومزيدا من الخوف معاً للأسف | وإذا كانت القناعة تقضي على ما يصيب النفس من سوء، فالتوكل على الله يقضي على ما يصيبها من خوف وجزع من اتخاذ قرار معين، ولعلنا إذا تأملنا حال الإنسان، فنجد لدى البعض قوى هائلة لا يقف في وجهها أحد سوى «نفسه»، فمتى رغب الإنسان في شيء لم يتعارض مع إرادة الله، فهو حاصل عليه لا محالة بإذن الله |
وهنا سمع الشاب صوتاً بداخله يقول «لحظة يافتي، إن كان هذا الإنسان يرحب بي كل هذا الترحيب من أجل واسطة بشرية، فماذا سيحدث لو أستعنت بالقوة العظمى التي تحرك العالم وتوكلت على خالقي ومولاي؟».
27ثم قرر ترك المدير وأن يستعين بالله رب العالمين لا بشراً عادياً، فتوجه على الفور لفرع آخر للمؤسسة ينجز نفس المعاملة، لكنه كان هذه المرة متوكلا يقينا على ربه ولا أحد سواه | ويستلزم التوكل الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا فيؤمن بسعة علم الله تعالى وقدرته، وعظيم ملكه وسعة رحمته، وكمال غناه وجميل حمده، وحسن ولايته وربوبيته، وبديع حكمه وحكمته، وغيرها من الصفات العليا الجليلة التي هي من آثار أسمائه الحسنى |
---|---|
كان عضواً بالمجمع العلمي العربي بدمشق وكان يجيد الفرنسية والإنجليزية كما كان له المام بلغات أخرى كالإيطالية واللاتينية والهيروغليفية | ولا شك في أن آثاره المنشورة تمثل دائرة معارف كاملة في كل فن وعلم |
ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة الوقفة الكبرى ، ثم يعودون إليها بعد «النفرة» من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام 10 - 11 - 12 - 13 ، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلا من تعجل، وذلك لقوله تعالى واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى | فهل لو فهم الإنسان معنى التوكل سوف يخاف بعد ذلك من النجاح وإنجاز كل أموره |
---|---|
وقال الله تعالى: وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين «المائدة: 23»، كما صرح به في قوله تعالى: ألا تتخذوا من دوني وكيلا «الإسراء: 2» | وحقيقةً التوكل على الله تعالى تعني في أعلى معانيها الاعتماد عليه وتفويض الأمر إليه ثقة في حسن تدبيره واعتقاداً بأن النفع والضر بيده وحده سبحانه، ولهذا فإن التوكل عبادة من أجل العبادات إذ يجمع عبادات عظيمة من التذلل لله، والخضوع إليه، وتفويض الأمر إليه، ورجاؤه سبحانه، والاستعانة به، والالتجاء إليه، وحسن الظن به جل وعلا، واعتقاد أن النفع والضر بيده وحده |