مثل وطنية وإمبراطورية عند الإنجليز وشرق وغرب وتاريخ ومَجْد، والدم والأرض عند هتلر؛ فإن هذه الكلمات وأمثالها تُحِيل الأمة إلى ما يشبه النوم النفسي، فتُصْغِي خاضعةً لكل ما تتطلبه منها من مجهود | التقرير الرابع: يعجبني الكوفي اللي يطور من نفسه وما يوقف زرته على بداياته اول مافتح ومعد رجعت له الا من قريب لانه كان مب مره بس الان صراحة الكوفي صار الافضل في الخرج وبدون اي منافس لحاله في القمة |
---|---|
والتنويم النفسي الهبنوتية على الرغم من الادعاءات التي نسبها إليه الدجالون، هو في نهايته «الإيحاء» لا أقل ولا أكثر، ولكنهم استطاعوا أن يُثِيروا استطلاع الجمهور؛ لأنهم أطْلَقُوا عليه اسم «التنويم المغنطيسي» مع أنه ليس فيه أي مغنطيس، وكل ما في الأمر أن هناك أشخاصًا أكثر تأثرًا من غيرهم بالإيحاء، بحيث إذا أوحينا إليهم أنهم في حَرٍّ لا يطيقونه سال العرق من وجوههم، وإذا أوحينا للأم أن طفلها مريض بَكَتْ؛ فالوجدان يزول وتعود النفس وكأنها لوحة مسحاء نكتب عليها ما شئنا، والنائم يصدق كل ما نقوله ويستسلم لكل عقيدة نغرسها فيه، ولا يعارض إلا قليلًا جدًّا؛ أي: يزول منه الوجدان إلا أقله، وطريقة التنويم النفسي أن نجعل الشخص يقعد، أو بالأحرى ينطرح منسطحًا في استرخاء، ويجمع نظره في شيء لامِعٍ لا يتحول عنه ولا يفكر في غيره، ثم نتدرج به في الإيحاء بالإيهام: أنت ستنام الآن، أنت بدأت تنام، جفونك تسترخي، ستتثاءب، أوشكت أن تنام، لقد نِمْتَ ولكنك ستسمع كل ما أقوله لك، إلخ | نعمل جاهدين باستمرار لتطوير المنتج من جميع النواحي |
وكثير من ظواهر النشاط البشري يُشْبِه هذه الحركة البَطِّيَّة، اذكر جنكيز خان وهتلر ونابليون؛ آلاف البط الآدمي يخرج من آسيا إلى أوروبا، أو من أوروبا إلى أفريقيا، للقتل والتدمير بقوة الكلمات الإيحائية التي تشبه صيحة البطة دون أن يقف واحد كي يتساءل: ما القيمة من هذه الكلمات وهذا القتل والتدمير؟ ومن هنا قوة العقائد الدينية والسياسية والاجتماعية في توجيه الجماهير؛ فإن جميع العقائد عاطفية، وهي تنحدر إلى العقل الكامن وتحركنا إلى النشاط بإيحائها، وقد تكون هذه العقائد كلمات لا أكثر.
9انظر إلى الإيحاء السيئ في مصر للمسنين؛ فإن الموظف يُحَال على المعاش في سن الستين وكأن هذه الإحالة توحي إليه بأنه لم يَعُدْ مفيدًا، ثم نحن نوحي إليه الوقار، فلا يجري ولا يلعب، فإذا تقدمت به السن إلى السبعين طالبناه بزيادة الوقار، فيجب أن يقعد ويُقِلَّ من الحركة، أي: يجب أن يركد ويتعفن ويموت، وهذا بخلاف ما يلقاه المُسِنُّ في أوروبا من الإيحاء بالشباب والصحة، حتى إنه يكون في السبعين ويلبس الشورط ويلعب، بل ويرقص؛ فهناك إيحاء للصحة والقوة، وهنا إيحاء للمرض والضعف | قهوة — مشروبات باردة — حلا شيء فخم جداً جداً وان جيته في الفرعين وفي اي وقت بتذوق نفس الطعم |
---|---|
يعني مايختلف عليك لا وقت ولا باريستا ولا فرع | وبتعبيرٍ آخر: نحن نعيش بعواطفنا في الأكثر الأعم، وبوجداننا في الأقل الأخص؛ أي إن مرجع سلوكنا هو الثلاموس وليس المخ، ونحن والحيوان سواء في هذا، والإيحاء لهذا السبب أسهل في بعض الحيوان مما هو في الإنسان |
والمعنى الذي نستنتجه من ظاهرة التنويم النفسي أن قوة الإيحاء كبيرة الأثر في حياتنا الاجتماعية، وأن العقائد التي نغرسها في العقل الكامن الكامنة تبقى حية توجِّهنا وتُعَيِّن لنا أهدافًا نسير نحوها دون أن نعرف مأتاها، وقد سبق أن قلنا: إننا لا نسلك ونتصرف بالوجدان إلا قليلًا جدًّا، وإن ٩٩ في المائة من أخطاء التفكير يعود إلى أننا ننظر النظر الذاتي العاطفي دون النظر الموضوعي الوجداني.
22