وهل من يُحصِّل المال عن هذا الطريق ، ويسخو به في سبيل الله ، يستحق غفران ذنوبه ، ثم يدخله الله الجنة ، ويبقى الناس خالصو الإيمان يكافحون من أجلها ويتوسلون بشفاعة الشفعاء ، لغفران ذنوبهم وستر عيوبهم ؟! ثاني عشر : إننا لا نعرف السبب في هذه العسرة التي ألمت بالمسلمين فجأة في سنة تسع ، مع أن التاريخ لم يحدثنا عنها إلا في مناسبة نفقات عثمان ، وإعطاء الأوسمة له!! لمَّا سارع الصحابة رضوان الله عليهم بصدقاتهم ونفقاتهم لتجهيز جيش العسرة، ورأى فقراء المسلمين ما بذل إخوانهم، اشتاقوا ـ رغم فقرهم ـ إلى أن يبذلوا وينفقوا، ولم يتعللوا ويعتذروا بفقرهم، بل شاركوا الأغنياء بما يستطيعون، حتى أن أبا عقيل رضي الله عنه جاء بنصف صاع من تمر، مشاركاً به في هذه الغزوة، وملبياً لنداء النبي صلى الله عليه وسلم في تجهيز جيش العسرة، قال ابن حجر: "عن أبي مسعود قال: لما أُمِرْنا بالصدقة في تبوك كنا نتحامل يحمل بعضنا لبعض ، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه" | وعند عماد الدين العامري : أنفق ألف دينار ، وحمل على تسعمائة بعير ومائة فرس |
---|---|
كما أن العباس بن عبد المطلب قد حمل مالاً يقال : إنه تسعون ألفاً |
فمن حمل ماله كله ـ على فرض الالتزام بصحة ذلك ـ أولى من عثمان بالإعلان بشأنه ، والدعاء له ، والثناء عليه.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ السلام عليكم ورحمة الله | |
---|---|
وقد قال رسول الله : «يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانًا»، لقد كانت منطقة والوادي الذي كانت فيه العين منطقة جرداء لقلة الماء، ولكن الله -عز وجل- أجرى على يد رسوله بركة تكثير هذا حتى أصبح يسيل بغزارة، ولم يكن هذا آتيا لسد حاجة ، بل أخبر رسول الله بأنه سيستمر وستكون هناك جنان وبساتين مملوءة بالأشجار المثمرة، ولقد تحقق ما أخبر به الرسول بعد فترة قليلة من الزمن، وما زالت تبوك حتى اليوم تمتاز بجنانها وبساتينها ونخيلها وتمورها، تنطق بصدق نبوة الرسول محمد وتشهد بأن الرسول لا يتكلم إلا صدقًا، ولا يخبر إلا حقًا، ولا ينبئ بشيء إلا ويتحقق |
يُذكَر أن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان ثالث الخلفاء الراشدين بعد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه | |
---|---|
جيش العسرة هو اسم اطلق على جيش المسلمين عندما كانوا يمرون في ضائقة مالية في معركة | وعند ابن حنبل : بثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها ، وقال صلى الله عليه وآله : ما على عثمان ما عمل بعد هذا |
ج : إن هذه الآية قد صرحت بالقول : بأن المنفقين لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى.
16