سوره الطلاق. سورة الطلاق مكتوبة بالرسم العثماني

ومن أنفق المال على قدر طاقته وخاف الله تعالى، وعده الله تعالى به وعد حسن، وهو وعد لا شك فيه ولا ريب فيه، ولا ينقض الله تعالى بوعده، فعنده خزائن السماء والأرض وبسبب المشاكل المعيشية والحياة المستقبلية فإن الزوجين قد ينحرفان عن جادة الصواب عند الطلاق والرجوع ، وقد تضغط هذه الظروف على الشاهدين فتمنعانهما عن أداء الشهادة الصحيحة والعادلة ، لهذا تؤكد الآية في نهايتها قائلة : {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} ويساعده حتما على إيجاد الحل لمشكلاته
وأخيرا يؤكد مرة أخرى في نهاية الآية على التقوى حيث يقول تعالى : {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} على كل حال هذا هو أول شرط للطلاق

سورة الطلاق مكتوبة كاملة بالتشكيل

{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي ومن يفوض أمره إلى الله ووثق بحسن تدبيره وتقديره فهو كافيه يكفيه أمر دنياه ويعطيه ثواب الجنة ويجعله بحيث لا يحتاج إلى غيره وفي الحديث من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله {إن الله بالغ أمره} أي يبلغ ما أراد من قضاياه وتدابيره على ما أراده ولا يقدر أحد على منعه عما يريده وقيل معناه أنه منفذ أمره فيمن يتوكل عليه وفيمن لم يتوكل عليه {قد جعل الله لكل شيء قدرا} أي قدر الله لكل شيء مقدارا وأجلا لا زيادة فيها ولا نقصان وقيل بين لكل شيء مقدارا بحسب المصلحة في الإباحة والإيجاب والترغيب والترهيب كما بين في الطلاق والعدة وغيرهما وقيل قد جعل الله لكل شيء من الشدة والرخاء وقتا وغاية ومنتهى ينتهي إليه.

21
ابحثى فى كتاب الله عن اية فى سورة الطلاق تبين ان تقوى الله سبب لحل المشكلات
ولهذا يحذر النساء والرجال والشهود أن لا يخافوا قول الحق ، ويحثهم على الاعتماد عليه واللجوء إليه في تيسير الصعوبات ، لأنه قد تعهد بأن ييسر للمتقين أمرهم ، ويجعل لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون
سورة الطلاق مكتوبة كاملة بالتشكيل
وعن ثوبان رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فقال أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال لا تطلقوا النساء إلا من ريبة فإن الله لا يحب الذواقين والذواقات 2 وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال ما حلف بالطلاق ولا استحلف به إلا منافق هذه الأحاديث الأربعة منقولة عن تفسير الثعلبي
تفسير الاية (1
دروس سورة الطلاق في الحياة الزوجية الدروس المستفادة من القرآن الكريم كثيرى ومتعددة ، وبالنسبة لسورة الطلاق فقد قدم الله تعالى دروسا لعباده في الحياة الزوجية ، كما يلي : لقد أظهرت هذه السورة خطورة شؤون الأسرة في النظام الإسلامي، فالإسلام هو نظام الأسرة، ويعتبر المنزل مكانًا للتشابه والإقامة، حيث تلتقي النفوس، مليئة بالشفقة والرحمة، والستر، وصوَّر العلاقة الأسرية على أنها صورة شفافة، ينكشف منها التعاطف، وهذا هو الرابط بين الروح والروح، العلاقة بين السكن والقرار، الرابط بين العاطفة واللطف، وهذا تعبير كامل عن حقيقة الافتراض الإسلامي للارتباط بالشركاء الحميمين والروابط البشرية
ثم ، إن شاء أمسك بعد ، وإن شاء طلق قبل أن يمس ، فتلك العدة التي أمر الله عز وجل أن يطلق لها النساء " 2 وبناء على ذلك فإن تجنب الكبائر يؤدي إلى غفران الصغائر ، كما جاء في الآية 31 من سورة النساء
ثم يذكر الحكم " الثالث " الذي يتعلق بالأزواج والحكم " الرابع " الذي يتعلق بالزوجات ، يقول تعالى : {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن} وقوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولت الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا 4 ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا} أحكام النساء المطلقات وحقوقهن : من بين الأحكام المستفادة من الآيات السابقة لزوم إحصاء العدة بعد الطلاق ، ولما كانت الآية 228 من سورة البقرة قد بينت حكم العدة للنساء اللاتي يرين العادة الشهرية وذلك بأن تعد ثلاث دورات شهرية متتالية وبمشاهدة الثالثة تكون المرأة قد أنهت عدتها

ترجمة سورة الطلاق ترجمة إنجليزية (Sahih International)

واستدل الإمامية على ذلك بما جاء في صحيحي البخاري ومسلم : ان ابن عمر طلق امرأته وهي حائض ، فسأل عمر الرسول صلى الله عليه واله وسلم عن ذلك ؟.

26
ترجمة سورة الطلاق ترجمة إنجليزية (Sahih International)
على ان الترغيب هناك جاء بعد الأمر بإقامة الشهادة على وجهها ، وجاء هنا بعد بيان عدة الآيسة وأولات الأحمال {ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ} لتعملوا به مخلصين ، وتفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة
ابحثى فى كتاب الله عن اية فى سورة الطلاق تبين ان تقوى الله سبب لحل المشكلات
{ وَأَقِيمُوا } أيها الشهداء { الشَّهَادَةَ لِلَّهِ } أي: ائتوا بها على وجهها، من غير زيادة ولا نقص، واقصدوا بإقامتها وجه الله وحده ولا تراعوا بها قريبًا لقرابته، ولا صاحبًا لمحبته، { ذَلِكُمْ } الذي ذكرنا لكم من الأحكام والحدود { يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } فإن من يؤمن بالله، واليوم الآخر، يوجب له ذلك أن يتعظ بمواعظ الله، وأن يقدم لآخرته من الأعمال الصالحة، ما يتمكن منها، بخلاف من ترحل الإيمان عن قلبه، فإنه لا يبالي بما أقدم عليه من الشر، ولا يعظم مواعظ الله لعدم الموجب لذلك، ولما كان الطلاق قد يوقع في الضيق والكرب والغم، أمر تعالى بتقواه، وأن من اتقاه في الطلاق وغيره فإن الله يجعل له فرجًا ومخرجًا
فضل سورة الطلاق
بعد ذلك يدعو الله تعالى الناس جميعا إلى التقوى واجتناب المعاصي ، حيث يقول تعالى : {اتقوا الله ربكم} فهو ربكم الحريص على سعادتكم ، فلا تعظوا له أمرا ولا تتركوا له طاعة ، وخاصة في " حساب العدة " والتدقيق بها