وعلى هذا فقوله : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ يتناول نوعي الدُّعاء | |
---|---|
فالله هو المنَّان، وهو صاحب الفضل والإحسان جل وعلا، والدليل على بطـلان ذلك قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى | وما أعظم مقام الإخلاص عند الله! |
وعمل القلب: كالمحبة له والتوكُّل عليه والإنابة إليه والخوف منه والرجاء له وإخلاص الدين له، والصبر على أوامره وعن نواهيه، وعلى أقداره، والرضا به وعنه والموالاة فيه والمعاداة فيه، والذل له والخضوع، والإخبات إليه والطمأنينة به وغير ذلك من أعمال القلوب التي فَرضُها أفرضُ من أعمال الجوارح، ومستحبُّها أحبُّ إلى الله من مستحبِّها، وعمل الجوارح بدونها إمَّا عديم المنفعة أو قليل المنفعة | ومن معانيها أيضا: الخضوع، والانقياد |
---|---|
وبعد ذكر شَرْطَي العبادةِ المقبولةِ عند الله سبحانه وتعالى يتبيّنُ أنَّ دينَ الإسلام مبنيٌّ على أصلين: الأصل الأول: أن نعبد الله وحده لا شريك له | وانطلاقاً من ذلك فقد أنكر هؤلاء الحقيقة الشرعية ، وعدّوها نوعاً من الحقيقة اللغوية، وهو ما رفضه الغزالي قائلاً : بأن لفظ الصلاة في الشرع شامل للركوع والسجود ، غير مقتصر على الدعاء ، فإن قيل إنما يطلق لفظ الصلاة على الركوع والسجود لقربهما من الدعاء، في كون كل منهما مبنياً على الخضوع والخشوع ، فإن ذلك مرفوض لغوياً ، لأن اشتراكهما في الخشوع لا يسوغ إطلاق لفظ الصلاة على الركوع والسجود، فأهل اللغة لا يسمون الواقف بين يدي الأمير على الخضوع مصلياً، لأنه يدعوه في وقوفه |
الكلمة ، من ناحية أخرى ، مستمدة من الوثنية ، والتي تأتي بدورها من الوثنية اللاتينية المنخفضة.
18