ان الصفا والمروة من شعائر الله دعاء. تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ...)

قوله: مورك رحله أي: الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا مَلَّ من الركوب
ومما يُشرع للحاج فعله في أثناء السعي؛ الدعاء، والذكر، والتوجه إلى الله بما شاء من الأدعية، والأوراد، وهناك بعض الأدعية الدينية التي يجب على الحجاج ذكرها أثناء السعي بين الصفا والمروة، كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وكذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأدعية والأذكار والأوراد الثابت صحتها عن النبي صلى الله عليه وسلم في السعي أنه يصعد إلى الصفا بحيث يرى الكعبة إذا أمكن من باب الصفا ويقول حين الصعود: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم وأما العمرة ففيها قولان : أحدهما : أنها القصد أيضاً ، وكل قاصد لشيء فهو معتمر ، قال العجاج : لقد غزا ابن معمر حين اعتمر

دليل الحاج والمعتمر

.

4
شرح الآية إن الصفا والمروة من شعائر الله : الحمد لله
دليل الحاج والمعتمر
وذهب الشافعي ، ومالك ، وفقهاء الحرمين ، إلى وجوب السعي في النسكين تمسكاً بفحوى الخطاب ونص السنة ، وليس في قوله : { فَلاَ جُنَاحَ } دليل على إباحته دون وجوبه ، لخروجه على سبب ، وهو أن الصفا كان عليه في الجاهلية صنم اسمه إساف ، وعلى المروة صنم اسمه نائلة ، فكانت الجاهلية إذا سعت بين الصفا والمروة طافوا حول الصفا والمروة تعظيماً لإساف ونائلة ، فلما جاء الإسلام وألغيت الأصنام تَكَرَّهَ المسلمون أن يُوَافِقُوا الجاهلية في الطواف حول الصفا والمروة ، مجانبةً لما كانوا عليه من تعظيم إساف ونائلة ، فأباح الله تعالى ذلك لهم في الإسلام لاختلاف القصد فقال : { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا }
أدعية الصفا والمروة والسعي بينهما
وقوله : فمن تطوع خيرا قيل : زاد في طوافه بينهما على قدر الواجب ثامنة وتاسعة ونحو ذلك وقوله: { ومن تطوع } أي: فعل طاعة مخلصا بها لله تعالى { خيرا } من حج وعمرة، وطواف، وصلاة، وصوم وغير ذلك { فهو خير له } فدل هذا، على أنه كلما ازداد العبد من طاعة الله، ازداد خيره وكماله، ودرجته عند الله، لزيادة إيمانه
أيها المسلمون: هذه الأيام أيام عظيمة عند الله تعالى، وهي أفضل أيام ، والذكر فيها ليس كمثله في غيرها، وكل عمل صالح فيها فهو أفضل من مثله في سواها، فلنغتنم ما بقي منها؛ فإنما الأعمال بالخواتيم، والعبرة بكمال النهايات، لا بنقص البدايات وليجتنب عيوب الأضاحي الواردة في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي» رواه أحمد وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان

شرح دعاء الوقوف على الصفا والـمروة

وروى الترمذي عن عروة قال: قلت ل عائشة: ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئاً، وما أبالي ألا أطوف بينهما.

20
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ...)
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية الصفا والمروة والسعي بينهما، نقلنا فيه بعض الأدعية العامة التي تقال في مواطن يحتاج فيها الإنسان إلى الدعاء، وما أحوج العبد المؤمن إلى أن يكثر من الدعاء حين يقف مع الحجيج يدعو الله سبحانه وتعالى أن ييسر عنه ويرفع عنه ما هو فيه ويتقبل منه حجه وسعيه إليه سبحانه وتعالى، نسأل الله تعالى أن يكتب لنا حج بيته الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه
ان الصفا والمروة من شعائر الله دعاء مكتوب
وقال الإمام أحمد : حدثنا شريح ، حدثنا عبد الله بن المؤمل ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن صفية بنت شيبة ، عن حبيبة بنت أبي تجراة قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة ، والناس بين يديه ، وهو وراءهم ، وهو يسعى حتى أرى ركبتيه من شدة السعي يدور به إزاره ، وهو يقول : " اسعوا ، فإن الله كتب عليكم السعي "
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ...)
مَغْزىً بعيداً من بعيد وصَبَر يعني بقوله حين اعتمر أي حين قصد