الكتاب الخامس أبو زيد وعالية العقيلية وفيه كيف أسرت أبو زيد بجمالها وكيف ناضل إلى أن اقترن بها وفيه ليلة وداع البطل لعالية العقيلية حيث أولمت الولائم ووجهت الدعوة لحراس فرس والدها الملك السلطان جابر العقيلي، ووضعت في المنان مخدرًا قويًا لينام الحراس كي يتمكن أبو زيد من امتطاء الفرس والانطلاق إلى خارج المدينة | أما في الجنوب فهو ذياب بن غانم |
---|---|
والسير الشعبية هي من أهم مصادر الثقافة في أرياف البلاد العربية، وخصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار نسب الأمية المرتفعة | وأما الحقيقة الثالثة فتتمثل في أنّ مقدمة ابن خلدون وتاريخه، قد أعيد اكتشافهما على أيدي المستشرقين الفرنسيين الذين انكبّوا على دراسة وتحليل القسم الخاص بتاريخ لغايات استحواذية بحتة، سرعان ما تمخّضت لاحقاً عن استعمار هذا المغرب عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً |
الزواج : لا يوجد في المراجع التاريخية ما يثبت زواج أبو زيد الهلالي ،سوى ذكر بعضها إن كان له ابناً قتل دياب بن غانم انتقاماً لأبيه، كذلك بعض المصادر الأخرى تحدثنا عن قصة حب نشأت بين أبو زيد وبين فتاة تدعى علياء ،كانت أجمل فتيات بني هلال وقد وقع في حبها بعد عودته إلى دياره الأولى، لكن لا يوجد دليل على إنه قد تزوجها أو إنها أم هذا الابن الذي انتقم له.
تعليم أبي زيد الهلالي بقي أبو زيد الهلالي في مكة حتى وصل سن البلوغ، فالتحق في مدرسة الأمراء للتعليم، وقد تمّ إلحاقه بها؛ لأنّه أحد أبناء قبيلة بن الزحلان | وقد فات هؤلاء الباحثون ثلاث حقائق تنفي عن ابن خلدون هذا الادعاء؛ أما الحقيقة الأولى فتتمثل في أنّ ابن خلدون عربي يتحدّر من أصول حضرمية يمنية ويصعب النظر إليه بوصفه شعوبياً كارهاً للعرب، وأما الحقيقة الثانية فتتمثل في أنّه قصد الهلاليين وحلفاءَهم في كل عبارة يمكن أن تُشتمُّ منها رائحة الإنحاء على ؛ فالغزو الهلالي غدا بمرور السنين جرحاً غائراً ورضّة عنيفة في العقل الباطن للمغاربة |
---|---|
والسير الشعبية هي من أهم مصادر الثقافة في أرياف البلاد العربية، وخصوصًا إذا ما أخذنا في الاعتبار نسب المرتفعة | الشعب العربي كان ولا يزال شديد التمسك بسيرة بني هلال كثير الإقبال على مطالعتها، يجعلها حديث لياليه، ويمجد أبطالها ويتعصب لهم ويرى فيهم آماله ومثله العليا، ولا شك أن شخصية اليوناني وأوروما الهندي أو رستم الفارسي هي بالنسبة إلى قومه كشخصية أبي زيد الهلالي بالنسبة إلى |
أبو زيد الهلالي هو الشخصية الأبرز في التراث العربي، وقد بالغ رواة سيرته في قدراته ومهاراته وما هو قادر على فعله، حتى صار أشبه بالأبطال الخارقين، فما من لغة إلا ونجد أبو زيد الهلالي يستطيع تحدثها، وما من موقف يعجز أمامه، فجعبة هذا الفارس لا تخل أبداً من الحيل، وسيفه لا يعود لغمده قبل قطع عشرات الرؤوس.
قال الراوي: بينما كان المنذر جالسًا في نافذة قصيرة، رأى ابنة قاهر الرجال تخطر أمامه وهي تميس حسنًا ودلالًا فعشقها | الكتاب الرابع فرس جابر العقيلي وكيف خاض أبو زيد الأهوال ليعود بالفرس التي حكت عنها الأجيال، وفيه يحتال الدرويش لدخول جناح الأميرة ليلضم لها عقدًا، ويقرأ لها الطالع وتكاد جارته أن تكتشف تسلله والهدف منه، لكنه يقنعها بدروشته وفقره وبالرشوة أيضًا، بأن أسئلته عن "الخيمة المتبوعة" إنما هي من قبيل الفضول |
---|---|
هذه القصة الغنية بالشخصيات والأحداث والمواقف، تضفي على الأدب الشعبي لونًا خاصًا يمثل الحياة الاجتماعية والفكرية التي كان يعيشها الإنسان العربي في تلك الفترة من الزمن | وفي اللحظة التي تبدأ فيها السيرة، يكون فارس بني هلال المغوار هو "رزق بن نايل بن جرامون بن عامر بن هلال"، حامي حمي الحلف الهلالي |
وقد استطاع قائد دولة التصدي لها بعد أن وطن بعضها واستعان ببعضها على بعض.
20