وكلامهم هذا باطل متهافت، بل إن أصحاب هذا المبدأ انشقوا على أنفسهم، ولعن بعضهم بعضاً، وكفر بعضهم ببعض انظر: الشيوعية لمحمد بن إبراهيم الحمد | أنواع ربوبية الله على خلقه ربوبية الله على خلقه على نوعين : 1- الربوبية العامة: وهي لجميع الناس؛ بَرِّهم وفاجرِهم مؤمنِهم وكافرِهم؛ وهي خلقه للمخلوقين، ورزقُهم، وهدايتهم، لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا |
---|---|
فمن أخل به بأن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد خرج من الملة ، ووقع في الفتنة ، وضل عن سواء السبيل | وقال الجوهري رحمه الله: الوحدة: الانفراد، تقول: رأيته وحده |
العلاقة بين توحيد الإله و توحيد الرب — شمل الحديث عن النوعين بأنه هناك اختلاف واضح بين كليهما ، و اعتمادا عليه فإنه من الواجب أن يحمل هذا الاختلاف اتفاق في بعض الأمور ، تبعا للتعريف الذي اسلفنا في ذكره ، بالمعنى الأدق الإقرار بتوحيد الربوبية يقود بالضرورة إلى الإقرار بتوحيد الإلوهية ، فالشخص الذي تمكن من قرارة نفسه الاعتراف بأن رب الكون هو الإله الواحد فتوجب عليه أن يعبده ، و اعتمادا على هذا فإن توحيد الربوبية أمر ضمني وراء توحيد الإلوهية ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ 75 أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ 76 فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ 77 الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ 78 وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ 79 وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ 80 وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ 81 وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ 82 سورة الشعراء.
14التوحيد هو أصل العقيدة و أساسها ، فالدين في الأساس قائم على وحدانية الله جل وعلى ، و إذا اختل هذا الميزان اختلت العقيدة بكاملها | توحيد الربوبية — توحيد الربوبية هو الإقرار بأن الله جل وعلى هو الخالق العظيم ، و هو مدبر الأمور و المحيي و المميت و هو القوة المحركة لكل شئ ، و الإقرار بهذا الأمر في الفطرة البشرية و غير متنازع عليه ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ 87 سورة الزخرف ، و كذلك قوله تعالى وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ 9 سورة الزخرف |
---|---|
ومن الدلالات على ربوبية الله على خلقه مايلي: 1- دلالة الفطرة: ذلك أن الله ـ سبحانه ـ فطر خلقه على الإقرار بربوبيته، وأنه الخالق، الرازق المدبر، المحيي المميت؛ فالإيمان بالربوبية أمر جبلي مركوز في فطرة كل إنسان، ولا يستطيع أحد دفعه ولا رفعه | الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية هو إفراد الله بالعبادة، وهذا ما يتضمنه الألوهية، ولكن لا يمكن للإنسان أن يتوجه لله وحده بالعبادة إلا بعد أنّ يؤمن يقيناً بأنّ الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في الكون؛ بالخلق، والإيجاد، والرزق، وبعد أن يستقر في قلب المؤمن أنّ النفع والضر كلّه بيد الله وحده لا شريك له، وأنّ الله الذي خلق الكون، وخلق الإنس والجن، وجعل الهدف من خلقهم عبادته سبحانه؛ فالله سبحانه وتعالى يقول في مُحكم التنزيل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ، هكذا يتّضح الفرق بين كلٍ من الربوبية الألوهية، فالربوبية تتعلق بأفعال الله الخالق، المُتصرّف، والمُصرّف لشؤون جميع ، والألوهية تتعلق بأفعال الإنس والجن، وعباداتهم التي يجب أن تتوجه حصراً وبكل إخلاصٍ لله وحده لا شريك له؛ بما أنه هو المُدبر، والمصرّف لشؤون الكون وما فيه من مخلوقات |
وممن أنكر ذلك — أيضاً — الشيوعيون، فلقد أنكروا ربوبية الله، بل أنكروا وجوده — سبحانه وتعالى — بناءً على عقيدتهم الخبيثة الفاجرة التي تقوم على الكفر بالغيب، والإيمان بالمادة وحدها.