ما بعد: عباد الله: فاتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ، واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون، استعدوا وتهيئوا فالرحيل قادم، وتخلَّصوا وخلِّصوا فالموت هادم، وأكثروا من الطاعات فالأعمال بالخواتيم، وتوبوا قبل أن تموتوا، فالعمر زائلٌ وهازم | ففي هذا الخبر عشر فوائدٍ ودُرر: الأولى: أنهما من خصائص نبينا |
---|---|
وهذا القول هو ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى أنه المقصود لذكر هاتين الآيتين، فيكفيك في باب الاعتقاد -المجمل لا المفصل- أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ثم تفصيل ذلك يعلم ويؤخذ من أدلته | تاسعًا: أنهما حمايةٌ في حماية، فالبقرة حماية، وهما أخص بذلك الحماية |
ومنها: أيضاً حديث عبد الله بن عباس وفيه: أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أ بشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته | ومن فضائلهما: ما رواه أحمد والطبراني وأبو داود الطيالسي بسندٍ صحيحٍ عن أبي ذرٍّ —رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي" |
---|---|
ولفظ رسول الله عامٌ في قوله: "كَفَتَاهُ"، فيشمل ما يضر في دين العبد ودنياه | فيا ليتنا نسمع قول الله بقلوبنا |
وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي.