الخبث النفس الطيّبة لا تحبّ إلّا الطيّب ولا تطيق الخبائث، والدّخان أحد الخبائث التي لا تتحمّلها النفس، حيث كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ينهى عن الخبائث ولا يحبّها، وأثبت ذلك الله -تعالى- في القرآن الكريم فقال: الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ | فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر من كل ما حرم الله، والحذر من كل ما يضر دين العبد وبدنه ودنياه |
---|---|
فرق بين من يقصد قتل نفسه ، ومن لا يقصد | أما ضرره في البدن؛ فإنه يضعف البدن، ويضعف القلب، ويحدث مرض السرطان، والسل والسعال، ويفضي إلى الموت كما يشاهد ذلك كثيرا، وكما قرر ذلك كثير من العلماء المختصين، وأكد تقريرهم كبار الهيئة الصحية العالمية، وشهد به الأمر الواقع، فكم من إنسان أنهك جسمه، وأفسد صحته، وقتل نفسه، بما تعاطاه من هذا الدخان |
من كل هذا يظهر أن الدخان حرام، ومن ابتلي به فعليه أن يقلع عنه ويتوب، ويعترف بخطئه لعله أن يرزق التوبة، لا أن يدافع عن خطئه ويفتي بإباحة ما قام الدليل على تحريمه، وقد كان أحد إخواننا مبتلى به، وإذا سئل عنه قال: هو حرام، فرزقه الله التوبة عنه | وكانت منذ تأسيسها تعتمد في الفتوى المذهب الحنفي والذي كان معمولاً به في أيام العهد العثماني، وكان المفتي يُجيب الناس على أسئلتهم سواءً منها ما يتعلق بالعبادات أو المعاملات أو الأحوال الشخصية، وكان يعيّن إلى جانب كل قاضٍ مفتٍ في المدن الكبيرة والصغيرة، ويستعين القاضي بالمفتي على حل المشكلات الاجتماعية، كما أن المفتي يُحيل إلى القاضي الأمور التي لا تدخل تحت اختصاصه مما يحتاج إلى بينات وشهود |
---|---|
ومن ذلك يعلم أن الاتجار فيه اتجار في مباح على الراجح، وأن الربح الناتج عنه حلال طيب | وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل |
أما ما انتفع به بعض الناس من الاتجار به والتكسب، حتى صاروا بعد الترب متربين، وبعد الإعواز واجدين، وبعد الفقر مغتنين، فلبئس ما كسبوا حراما، واكتسبوا آثاما، وإنهم لأغنياء المال، فقراء القلوب، واجدون في الدنيا عادمون لما كسبوه من الحرام في الآخرة، فإنهم إن تصدقوا به لم يقبل منهم وإن أنفقوه لم يبارك لهم فيه، وإن أخلفوه كان زادا لهم إلى النار لا يدرون متى يأتيهم الموت، فيفارقون أموالهم أشد ما يكونون بها تعلقا، وأعظم ما يكونون بها طمعا، وبعد ذلك يتلقاها الوارث، له غنمها، وعلى مخلفها غرمها، وإن الفقر لخير من مال يكسبه الإنسان بمعصية الله.
27