الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد اعتنى العلماء عناية فائقة في معرفة المكي والمدني ، فتتبعوا ذلك آية آية، وسورة سورة، ولهم في ذلك آراء في الفرق بين المكي والمدني، وأرجح هذه الآراء أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي حتى لو كان نزوله بغير مكة، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني حتى لو كان نزوله بمكة أو عرفة | قال: فتلوت عليه هذه الآية التي في الفرقان: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ إلى آخر الآية |
---|---|
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ، ، | وقوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد : استقرأ العلماء السور المكية والمدنية واستنبطوا ضوابط لكل منهما وخرجوا من ذلك بمميزات وقواعد : أولا : ضوابط المكي : 1- كل سورة فيها سجدة فهي مكية | ولقد كان البليغ منهم- على كفره- يسمع القرآن فيخيل إليه أن العذاب كأنه واقع بهم فلا يجد مندوحة عن أن يناشد النبي صلى الله عليه وسلم الله والرحم أن يكف عن قراءاته، وكان القرشيون يتواصون فيما بينهم أن لا يستمعوا إليه وأن يضعوا أصابعهم في آذانهم، ويستغشوا ثيابهم، حذرا أن ينفذ إلى قلوبهم فإذا هم بعد قليل تغلب عليهم فطرتهم اللغوية فيتناسون الوصية ويلقون إليه بآذانهم وقلوبهم لما يجدون في استماعه من لذة وإرضاء لملكاتهم الأدبية |
---|---|
لمعرفة الفرق بين السّور المكيّة والسّور المدنيّة دورٌ مُهمّ في معرفة النّاسخ من المنسوخ، ومعرفة تاريخ الإسلاميّ، ومراحله، وكيفيّة الوصول إلى الفهم الصّحيح لآيات القرآن وسوره، ومن فوائده أيضاً بيان عظيم عناية المُسلمين بالقرآن الكريم، حيث إنّهم لم يكتفوا بحفظ نصوصه فقط، بل حفظوا ونقلوا الزّمن الذي نزلت فيه تلك النّصوص ليكون ذلك شاهداً على الثّقة المُطلقة التي يمنحها المُؤمنون لهذا الكتاب العظيم |
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " يتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع : أ- أما من حيث الأسلوب فهو : 1- الغالب في المكي قوة الأسلوب ، وشدة الخطاب ؛ لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ، ولا يليق بهم إلا ذلك ، أقرأ سورتي المدثر ، والقمر.