قال الخطابي: هذا نهي استحباب لا نهي إيجاب، فإنما نهى المحرم عن ذلك خوفا عليه أن يضعف عن الدعاء والابتهال في ذلك المقام، فأما من وجد قوة لا يخاف معها ضعفا فصوم ذلك اليوم أفضل له إن شاء الله وقد قال صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها» ذكره في عون المعبود | وأفضليته في كونه غير شاق على النفس، وفيه الرفق بالبدن وعدم الإنهاك له |
---|---|
صوم ست من شوال من أنواع صوم النفل صيام ستة أيام من شهر شوال، وشهر شوال هو الشهر العاشر في ترتيب شهور السنة الهلالية، ويقع بعد شهر رمضان، ويستحب صيام ستة أيام منه سواء كانت متوالية أو متفرقة، باستثناء أول يوم من شوال الذي هو يوم عيد الفطر، فلا يجوز الصيام فيه حيث أنه يحرم صيام يومي العيد الفطر والأضحى | وثبت في مشروعية استحباب صيامهما دليل الترغيب وهو أن يومي الإثنين والخميس تعرض فيهما الأعمال، ووجه ذلك: أن الصوم عمل فيستحب للمسلم الصوم فيهما ليعرض عمله وهو صائم، ويدل على هذا حديث: عن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعرض الأعمال كل إثنين وخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم»» |
فضل صوم التطوُّع يُعَدُّ الصيام من أفضل العبادات التي يتقرَّب بها العبد إلى الله -تعالى-، وقد قال الإمام أحمد بن حنبل: "إنّ الصيام هو أفضل أعمال التطوع، حيث إنّه بعيدٌ عن "، كما أنّ صيام النَّفل مُوجبٌ لنَيل الأجر العظيم من الله -تعالى-؛ فقد قال -عزّ وجلّ-: فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ، والخير الموعود به في الآية هو كلّ ما يُمكن الانتفاع به، والله -سبحانه وتعالى- يُضاعف للمسلم الحَسنة بعَشرة أمثالها، والعَشرة إلى سبعمئة ضعف، وقد أضاف الله -تعالى- إلى نفسه مُجازاة العبد على الصيام؛ فيضاعف له الأجر أضعافاً كثيرة، قال -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي يرويه عن الله -تعالى-: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به ، كما أنّ إضافة الله -تعالى- الصيام إلى نفسه دليل على شرف الصيام، وعَظمته، وأجره الكبير، والذي تترتّب عليه سَعة عطائه -سبحانه وتعالى-؛ جزاءً للصائم؛ حيث يجاهد المسلم نفسه في الصيام جهاداً كبيراً؛ فيترك الأكل، والشُّرب، ومَلذّات الدُّنيا المُباحة؛ ابتغاءَ مرضاة وجه الله -تعالى-؛ فتتفرّغ نفسه لذِكر الله -تعالى-، وعبادته، كما أنّ العبد يُدرك بالصيام نِعَم الله -تعالى- عليه.
وروي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما | ومما يدل على عدم استحباب صومه للحاج: ما أخرجه أبو داود في سننه «عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشرب» |
---|---|
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا التي تناولنا من خلاله افضل صيام التطوع هو صيام سيدنا داوود ، إلى جانب التحدث عن فؤائد الصيام العديدة التي يمكننا من خلاله زيادة الأجر عند الله و التمتع بالصحة الجيدة، وشروط الصيام التي يجب الالتزام بها لتصلح العبادة والتقرب إلى الله بشكل صحيح | والصوم الذي اقتضى الشرع فعله إما على وجه الإلزام، وهو: صوم شهر رمضان، وكل صوم واجب بنذر أو قضاء وغيره، وإما على غير وجه إلزام وهو: صوم التطوع، وهو النوع الثاني من أنواع الصيام، وهو: ما ليس بواجب، فهو بمعنى المستحب، سواء كان مقيدا أو مطلقا، ويشمل أنواعاً متعددة، وقد شرع صوم التطوع من أجل جبر الخلل الذي يحصل في الفريضة، ومن أجل زيادة الأجر والثواب |
صوم الإثنين والخميس من أنواع صوم النفل صوم يومي الإثنين والخميس، وهو الصوم المستحب في الأسبوع، وهو أن يتحرى مريد التطوع بالصوم الصيام في كل اثنين وخميس من الأسبوع، وفي الحديث: عن عائشة قالت: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس».
3رواه الجماعة إلا البخاري ولابن ماجه منه فضل الصوم فقط» | صوم تسعة أيام من أول ذي الحجة لقول النبي ص : «مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ- يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ:«وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» رواه البخاري ، ويسن الاجتهاد فيها بالعبادة، من الذكر والتهليل وقراءة القرآن والصدقة، وصيامها ما عدا يوم العيد، وآكد هذه الأيام يوم عرفة لغير الحاج -وهو اليوم التاسع من ذي الحجة-؛ لقَول النبي ص : «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ التي بَعْدَهُ» رواه مسلم |
---|---|
أنواع صوم النفل ، من أمثلة صوم التطوع : صوم شهر شعبان كان النبي ص يصوم في شعبان ما لا يصوم في غيره، عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصوم شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصوم مِنْ شَعْبَانَ | وسبب كراهية صيام يوم عرفة للحاج أنه ربما كان مؤديا إلى الضعف عن الدعاء والذكر يوم عرفة هنالك وعن القيام بأعمال الحج |
وفي الحديث: «عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه».
17