ولكن يختلفون مع أهل السنة في أن بيعة أبي بكر لم تكن بالشورى بين المسلمين، ولم تكن بإجماع المسلمين، وإنما كانت "فلتة" كما وصفها علماؤهم | فالصديق أعلم الأمة كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية، والأدلة كثيرة على أنه عالم الصحابة وشيخهم الوقور لعل منها: أن النبي — صلى الله عليه وسلم — استخلفه في الحج سنة تسع من الهجرة، وقدَّمه أيضا في الصلاة على كل الصحابة، وكان الصديق مستشار النبي — صلى الله عليه وسلم -ويفتي بحضرته-صلى الله عليه وسلم-ويقره على ذلك |
---|---|
ألقابه لُقب أبو بكر بألقاب عديدة منها: الصّدّيق لقَّبه به النبي محمد، وذلك أن النبي محمداً كان قد صعد ومعه أبو بكر ، فرجف بهم الجبل فقال النبي محمد: « اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»، وأما سبب تسميته بالصديق فهو لكثرة تصديقه للنبي محمد، قالت السيدة عائشة: لما أسري بالنبي إلى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر، فقالوا: «هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليلة إلى »، قال: «وقد قال ذلك؟»، قالوا: «نعم»، قال: «لئن قال ذلك فقد صدق»، قالوا: «أوتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟» قال: « نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة»، فلذلك سمي أبو بكر الصديق | وفي رواية أخرى قال عمر: « يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر رضيَ الله عنه؟» فقالت الأنصار: « نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر» |
يا معشر المسلمين استيحوا من الله، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعًا حياءً من الله.
10البيعة العامة وخلافته بعد أن تمت بيعة أبي بكر البيعة الخاصة في سقيفة بني ساعدة، اجتمع المسلمون في اليوم التالي للبيعة العامة، قال : لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد، جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: « أيها الناس، إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله ، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا، وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم: صاحب رسول الله ، وثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه»، فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة | وقصد خالد حصن ، فلما بلغ "مهران" هزيمةُ عقة وجيشه نزل من الحصن وهرب وتركه، ورجعت فلول نصارى الأعراب إلى الحصن فوجدوه مفتوحاً فدخلوه واحتموا به، فجاء خالد وأحاط بهم وحاصرهم أشد الحصار، فاضطر أهل الحصن أن ينزلوا على حكم خالد، فأمر بضرب عنق عقة ومن كان أُسر معه والذين نزلوا على حكمه أجمعين |
---|---|
وبعد ذلك، شرع بالفتوحات الإسلامية في العراق وسوريا | ومن أوضح الأدلة على ذلك جهد الصديق وآله في الهجرة إلى المدينة، ولعلي لا أكون مُبالِغًا إن قلت: إن من طرق تحصيل محبة النبي—صلى الله عليه وسلم-هو محبة أبي بكر الصديق — رضي الله عنه- فاللهم ارض عن أبي بكر وآل أبي بكر |
كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش، فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين، ولكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الأذى، فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة واجتمع المشركون عليه وسألوه عن آلهتهم وهولا يكذب فأخبرهم فاجتمعوا عليه يضربونه وجاء الصريخ أبا بكر يقول له: أدرك صاحبك فأسرع أبو بكر إليه وجعل يخلصه من أيديهم وهو يقول: " ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله "، فتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلوا يضربونه حتى حمل أبو بكر أهل بيته وقد غابت ملامحه من شدة الأذى.