وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " واذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه ، وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم ؛ فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود ، ولا يلزم من اتفاقهما فى مسمى الوجود ، أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا ؛ بل وجود هذا يخصه ، ووجود هذا يخصه ، واتفاقهما فى اسم عام ، لا يقتضي تماثلهما فى مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ، ولا في غيره | تعريف سورة الناس سورة الناس من السور المكية ، والسورة المكية هي التي نزلت قبل هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى بدون مكة ، وعدد آياتها ست آيات ، وهي مدرجة في دائرة سورة المفصل ، وتأتي في المرتبة الرابعة عشرة والأخيرة في ترتيب القرآن الكريم |
---|---|
توحيد الأسماء والصفات إنَّ من أجل المعارف وأعظمها، المعرفة بأسماء الله -تعالى- وصفاته؛ فمن خلال الأسماء والصفات يُحقق العبد المعرفة الصحيحة بالله تعالى، مما يستلزم ومحبته والخوف منه وتعظيمه، كما أنَّ تعلم أسماء الله وصفاته يُعين على تدبر القرآن الكريم، يقول العز بن عبد السلام: فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من: الخوف، والرجاء، والمهابة، والمحبة، ، وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات ، كما أنَّ التعبد بأسماء الله وصفاته يُعين العبد ويرزقه السلامة من الآفات كافة كالحسد والكبر، مع الإيمان بأسماء الله وتعبده بما تقتضيه هذه الأسماء من العبادات | وكذلك قوله: ليس له في ما يجري في المملكة ، إن أراد به أنه لا يغار إذا انتهكت محارم الله، ولا يغضب لله، ولا يأمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر، ولا يجاهد في سبيل الله، فهذا فاسق مارق، بل كافر، وإن أظهر الإسلام فهو منافق، وإن كان له نصيب من الزهد والعبادة ما كان فيه |
من عموم الأحاديث سابقة الذكر في الغيرة نعلم أنه: لا أحد أغير من الله وأن: غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه ، وهذا يعم جميع المحرمات، ونعلم أيضاً أنه: من أجل غيرة الله حرم الفواحش، ما ظهر منها وما بطن ، وهذا تخصيص لغيرته من الفواحش، كما جاء في الحديث الآخر: «لا أحد أغير من الله، وأن يزني عبده أو تزني أمته»، فهذه الغيرة من الفواحش، وعامة ما يطلق من الغيرة، إنما هو من جنس الفواحش.
19فأكتب فيها خلاصة البحث وأهم نتائجه | |
---|---|
والتمهيد: ذكرت فيه مذهب السلف في صفات الله تعالى، إجمالاً | وجاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر: «دخلت الجنة فرأيت امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله، فذكرت غيرتك» فقال عمر بن الخطاب: "يا رسول الله، بأبي وأمي، أو عليك أغار؟" |
وليس لهذا القول وجه يحمد به".
وغيرة الله تعالى، وفرحه بتوبة العبد، وغير ذلك مما صح عنه وثبت، فعلى العبد أن يؤمن بجميع ذلك، ولا يؤوله تأويل المخالفين، ولا يمثله تمثيل الممثلين، ولا يزيد فيه، ولا ينقص عنه، ولا يفسر منه إلا ما فسره السلف، ويمره على ما أمروا، ويقف حيث وقفوا، لا يقول: كيف، ولم؟ يقبل ما قبلوه، ولا يتصرف فيه تصرف المعتزلة والجهمية، هذا مذهب أهل السنة، وما وراء ذلك بدعة وفتنة، ثبتنا الله على الطريقة المستقيمة بمنه وفضله" | |
---|---|
قال مجاهد : يصنعون ويصنع الله ، والله خير الصانعين |
وأما المبحث الثالث: فأكتب فيه أنواع الغيرة وأقسام الناس فيها، وفيه مطلبان: المطلب الأول: أنواع الغيرة.
3