ولاده بنت المستكفي. ولادة بنت المستكفي

محمود القاعود كاتب واديب مصري
ولعبد الرزاق الهلالي ولادة وابن زيدون -ط رسالة كما يعرض معلومات وأخبارًا وصورًا عن دول العالم الإسلامي المعاصرة، وتراجم للشخصيات التاريخية قديمًا وحديثًا

قصائد وأشعار ولادة بنت المستكفي

ولعبد الرزاق الهلالى ولادة وابن زيدون - ط رسالة.

محمد المستكفي بالله
نهاية غير متوقعة وحزينة لولادة بنت المستكفي: عاشت ولادة كما عاش محبها الوزير أبو عامر بن عبدوس عمرًا يزيد على الثمانين، وقد ظل محرومًا لا يتوانى عن طلب وصالها، حتى أزرى بها الزمان لدخولها سن ذبول الجمال، وذهاب الشباب، وحلول خريف العمر بالشيخوخة، فظل يتحمل ابن عبدوس مسؤوليتها، ويستر عيوب كبرها، وحاجتها ماديًا ومعنويًا، يحمل كلّها، ويرفع ظلها، رغم ما كان عليه واديه من جدب وقحط، تاركًا للتاريخ سيرة حسنة وفعلاً ظريفًا ووفاءً يُضرب به المثل
محمود القاعود
شاعرات الأندلس عاشقات جريئات الحقيقة أن نساء الأندلس كن يتمتعن بقسط كبير من الحرية، وكانت على قدر لافت من روح المبادرة الشخصية في التعبير عن مشاعرهن، فلم يكن متخوفات أو مترددات؛ فنجد على سبيل المثال متعة جارية الشاعر العراقي زرياب قد حضرت من الأندلس إلى بغداد، وأعلنت صراحة أمام جميع الأدباء عن حبها للأمير عبد الرحمن الأوسط الأموي؛ إذ تقول: «يا من يُغطّي هواه
ولادة بنت المستكفي.. أسطورة قرطبة التي عشقها الكثيرون وماتت دون أنيس!
لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه سالين عنه ولم نهجره قالينا
خرجت ولادة بنت المستكفي، الفائقة الأنوثة والجمال والأدب كالمهر الأصيلة الجامحة من بيت الخلافة الأموية في الأندلس، وجرأتها، وفصاحتها الشعرية، وحبها للحرية بلا قيود بروتوكولية كباقي أميرات الأندلس، جعلها تشتهر بلقب «فراشة الأندلس»، وكانت تحظى بحب واحترام كبيريْن؛ لثقافتها ولفصاحتها الشعرية ولجمالها، عكس أبيها الخليفة المستكفي بالله، السيئ السمعة؛ بسبب استيلائه على الخلافة بالقوة والمكائد والدماء، ووصف أبو حيان التوحيدي الخليفة المستكفي، والد ولادة بكلمات قاسية، قائلاً: «سقيم السر والعلانية، أسير الشهوة، ورجل بهذه الصفات لم يكن يتوقع منه إنجاب أميرة شجاعة، كريمة الحسن واليد، وشاعرة مميزة في مجالس الأدب بقرطبة، لكن هذا ما حدث، فأتت ابنته ولادة على عكسه تمامًا؛ امرأة لا مثيل بجمالها، وثقافتها، وفصاحتها، وحكاياتها الكثيرة مع العشق وابن زيدون، طيرت شهرتها في عصرها، ونقلتها إلى عصرنا؛ لتصبح من أشهر النساء في التراث العربي الأمس واليوم»
قال عنه ابن بسام في كتابه «»: إنه لم يكن شخصية تاريخية سوية؛ إذ كان «متخلفًا وضعيفًا وجاهلًا»

قصائد ولادة بنت المستكفى أميرة الأندلس

من ذا يُغطّي النهارا؟ قد كنتُ أملكُ قلبي.

11
شعر ولادة لابن زيدون
ابنة عصر ملوك الطوائف حياة ولادة بنت المستكفي وقصة حبها مع ابن زيدون ترسم لنا صورة لعصر من أكثر عصور الأندلس إثارة وهو عصر ملوك الطوائف؛ ورغم أن الباحثين يصفون تلك الحقبة بأنها أكثر الفترات انحطاطًا في تاريخ الأندلس، إذ سقطت الأموية الموحدة القوية، وانقسمت إلى دويلات متناحرة تهادن العدو، ولكن الأندلس لم تشهد فترة أكثر زخمًا وتوهجًا بالإنتاج الثقافي والفكري كذلك الذي حدث إبان عصر ملوك الطوائف
ولادة بنت المستكفي.. ساحرة الأندلس و حلم الأمراء العاشقين _ الميزان _
كانت الأميرة ولادة بنت المستكفي بشاعريتها وألقها وجمالها الذي لم يقف حجاب بينه وبين ناظريها، كل ذلك جعلها أميرة القلوب، فوقع في حبها الكثيرون، وكان أهمهم وأشهرهم: ابن زيدون، وكذلك أبو عبيد الله القلاسي وأبو عامر بن عبدوس؛ اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هاجمهما ابن زيدون بقصائد لاذعة، فانسحب ابن القلاسي، ولكن ابن عبدوس غالى في التودد إليها، وأرسل لها رسالة ليستميلها إليه، فلما علم بها ابن زيدون، كتب إليه رسالة على لسان ولادة، وهي الرسالة المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها، وجعله أضحوكة
ولادة بنت المستكفي : أميرة أندلسية لها وزنها في عالم الشعر والشعراء
بين الحسن والنباهة ومع ذلك فقد كان لها نباهة وعقل حاذق وفصاحة وبلاغة حاضرة، وكانت ولادة في بني أمية بالمغرب كعلية في بني أمية بالمشرق