الحديث السّادس : وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: مَنْ قَالَ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " مِائَتَيْ مَرَّةٍ فِي يَوْمٍ ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ ، وَلَمْ يُدْرِكُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ ، إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ | قال: واسم "الله" بعد "إلا" من حيث إنه الواجب له الإلهية، فلا يستحقّها غيره سبحانه |
---|---|
فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يُحَدِّثُ عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا ؟ قالَ: صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ | س: مَن قال: "لا معبود" معناها: لا معبود بحقٍّ في هذا الوجود، وقيَّدها بهذا الوجود، فهل فيه شيء؟ ج: إذا قاله ما له مفهوم، وإن كان له مفهومٌ مقصوده أنَّ هناك آلهةً معبودةً بالحقِّ غير الله ماتوا، ما يكون سالـمًا، لكن إن كان قصده أنه ما |
وقال البقاعي: "لا إله إلا الله" أي: انتفاء عظيمًا أن يكون معبودٌ بحقٍّ غير الملك الأعظم.
والخلاصة أنه لا بدَّ في الشَّهادتين من الصدق واليقين والعمل بمُقتضاهما، أما مجرد قول الشَّهادتين وهو يعبد غير الله، أو يسبّ الدِّين، أو يترك ما أوجب الله، أو يفعل ما حرَّم الله، ما ينفعه ذلك، فالمنافقون يقولونها وهم في الدَّرك الأسفل من النار، وعُباد القبور كثيرٌ منهم يقولونها وهم من أكفر الناس: كعُبَّاد البدوي، وعُبَّاد الحسين، وعُبَّاد الشيخ عبدالقادر، وعُبَّاد الأصنام | فإنَّ هذا العلم هو أعظم الذّكرى المنجية من أهوال السَّاعة، وإنما يكون علمًا إذا كان نافعًا، وإنما يكون نافعًا إذا كان مع الإذعان والعمل بما تقتضيه، وإلا فهو جهلٌ صرفٌ |
---|---|
في يومٍ مائةَ مرَّةٍ ، كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه " وهل يمكن الجمع بين الحديث السابق وحديث : " من أعتق رقبةً مسلمةً أعتق اللهُ بكلِّ عضوٍ منه عضوًا من النارِ ، حتى فَرْجُه بفَرْجِه الحمد لله |
بل زاد هذا المعنى توكيدا؛ فقال: - لاَ شَرِيكَ لَهُ لا ألوهيّته، ولا في ربوبيّته، ولا أسمائه وصفاته، ولا أفعاله، فإنّما يحتاج إلى الشّريك الفقير الضّعيف، والله هو الغنيّ القويّ.
13سبق شرح ما يشبه هذا الحديث في الأبواب السّابقة | |
---|---|
أخرجه الخطيب، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة | قال عطاء بن يسار: وأخبرني أبو واقد اللَّيثي أنه سمع كعبًا يقول مثلما قال ابن سلام |
وفي رواية لأحمد لهذا الحديث: فإن قال حين يمسي فمثل ذلك, بدل: ومن قالهن إذا صلى المغرب.
29