فأتاه فنظر اليه وأخذه فدخل به الكعبة؛ فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها | وقد احتضر رسول الله حين اشتداد ضحى يوم الُنين وكانت بجواره عائشة رضي الله عنها، حيث إشتدت عليه سكرات الموت وكان يرفع إصبعه وشخص بصره لأعلى ويقول: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ ، وقد كررها ثلاث مرات |
---|---|
فقالوا عن محمد: أنه مصاب بنوع من الجنون، وقالوا: إن له جناً أو شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان، وقالوا شاعر، وقالوا ساحر، وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم ، ومعظم شبهاتهم دارت حول توحيد الله، ثم رسالته، ثم بعث الأموات ونشرهم وحشرهم وقد رد على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد | ولقد كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مصيبة بمعنى الكلمة، وقد حزن الصحابة عليه، ولكن هذا لم يمنعهم بأن يناقشوا أمر الأمة من بعده، حتى تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه خلافة رسول الله وبدأت مسيرة الأمة من بعد وفاة رسولهم الكريم عليه الصلاة والسلام |
وتكررت الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحدا يقول لها: "أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، ثم تسميه محمدًا"، وجاءتها آلام المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن "مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و"هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها، فشعرت بالنور الذي انبثق منها، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر.
8وقد توفي رسول الله في ضحى يوم الأثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وذلك في حجرة السيدة عائشة، وكان قبل موته استدعى فاطمة ابنته، وقد أسر لها حديثاً، فبكت، ثم ضحت، وقد روت بعد ذلك أنها بكت لأنه أخبرها صلى الله عليه وسلم أنه سينتقل للرفيق الأعلى اليوم، والثانية ضحكت لأنه بشرها بأنه ستكون أول أهل بيته لحاقاً به، وأنها سيدة نساء العالمين، واوصاها خيراً بالحسن والحسين | الصلاة على النبي عليه الصلاة وسلم ودفنه في حجرة عائشة انتهى الصحابة وأهل بيت النبي من بني هاشم من تغسيل النبي وتجهيزه وتكفينه، ووضعوه في بيته على السرير الذي مات عليه، وذلك ليُصلى عليه صلاة الجنازة، وقد صلى عليه المسلمون فرادى من غير إمامهم يؤمهم وقد صلى الرجال في البداية ثم النساء ثم الصبيان |
---|---|
مما دفعه للخروج إلى ليدعوهم آملاً أن يؤوه وينصروه على قومه، لكنهم آذوه ورموه بالحجارة ورفضوا دعوته ولم يسلم إلا الذي دعا قومه فأسلم بعضهم وأقام في بلاده حتى ثم قدم بهم في نحو من ثمانين بيتاً | توفي كل من زوجته خديجة وعمه أبو طالب -أكبر مؤيدي ومساندي محمد- في عام م فسُمٍّي بعام الحزن |
حتى وصل الأمر إلى إيذاء محمد نفسه وضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا الشوك في طريقه لما اشتد البلاء على المسلمين أخبرهم الرسول محمد أن الله أذن لهم بالهجرة إلى في عام ، فخرج الصحابي ومعه زوجته ، وخرج الصحابي ثم خرج الصحابي فكانوا قرابة 80 رجلاً.
18