وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رُفِعَ الْعَشَاءُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ قَالَ: «الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ» أخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" | |
---|---|
اللَّهُمَّ لك الحَمْدُ كَمَا حَمِدْتَ نَفْسَك في أُمِّ الكِتَابِ والتَّوْرَاةِ والإِنْجيْلِ والــزَّبُورِ والفــُرْقَان اللَّهُمَّ لك الحَمْـدُ أَكْمَلُهُ، ولك الثَّـنَاءُ أجْمَلُهُ، ولك القـَوْلُ أبْلَغُهُ، ولك العِلْمُ أحْكَمُهُ، ولك السُّلْطَانُ أقْوَمُهُ، ولك الجَلالُ أعْظَمُهُ | لك الحمد ياربنا حتي ترضي ولكي الحمد اذا رضيت |
هل هذه العبارة: "الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه" تعتبر صحيحة؟ الجواب : الفتاوى الإلكترونية نعم هي صحيحة شرعًا؛ لأنها صيغة يراد بها المبالغة في حمد الله تعالى، وقد افتتح بمثلها الإمام ابن الصلاح مقدمته في علوم الحديث فقال: "الحمدُ للهِ الهادِي مَن استهداه، الواقي مَن اتَّقَاه، الكافي مَن تَحَرَّى رِضَاه، حمدًا بالغًا أمَدَ التمام ومُنتهاه"، والمعنى -كما قال الحافظ ابن حجر- أن الحمد الذي يجب لله هذه صفتُه، وكأنه أراد أن الله مستحق لتمام الحمد | |
---|---|
وقد اعتُرض على ابن الصلاح في عبارة قريبة مما جاء في السؤال، وأجاب عنه الحافظ ابن حجر بما يلي: قوله: حمدا بالغا أمد التمام ومنتهاه ـ اعترض عليه بأن هذه دعوى لا تصح، وكيف يتخيل شخص أنه يمكنه أن يحمد الله حمدا يبلغ منتهى التمام، والفرض أن الخلق كلهم لو اجتمع حمدهم لم يبلغ بعض ما يستحقه تعالى من الحمد فضلا عن تمامه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا أحصي ثناء عليك ـ مع ما صح عنه في حديث الشفاعة: أن الله يفتح عليه بمحامد لم يسبق إليها والجواب: أن المصنف لم يدَّع أن الحمد الصادر منه بلغ ذلك، وإنما أخبر أن الحمد الذي يجب لله هذه صفته، وكأنه أراد أن الله مستحق لتمام الحمد، وهذا بين من سياق كلامه، ومن هذا قول الشيخ محي الدين في خطبة المنهاج وغيره: أحمده أبلغ حمد وأكمله، فمراده بذلك أنسب إلى ذاته المقدسة أبلغ المحامد، وليس مراده أن حمدي أبلغ حمد، وقد قال الأصحاب: إن أجل المحامد أن يقول المرء: الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده ـ وهو راجع لما قلناه |